تقرير - الذهب لن يستطيع مواصلة الصعود، هل هذا حقيقي؟
الذهب يعتمد على ارتفاع التضخم وخروجه عن السيطرة ليعود إلى الصعود على المدى المتوسط، لكنه لن يستطيع العودة إلى مستويات 2000 دولار للأونصة. فهناك بعض العراقيل التي قد تقف في طريق المعدن الأصفر وتقيد حركته.
- » 3 أسباب ستمنع الذهب من الصعود القوي:
1. البيتكوين والعملات المشفرة تخطف بريق الذهب!
- من المفترض أن البيتكوين لا تجمعها علاقات ترابط مع الأصول الأخرى، سواء إيجابية أو سلبية. ولكن ما نراه أن هناك علاقة عكسية ما بين البيتكوين والذهب. فالكثيرون يعتبرون البيتكوين "الذهب الرقمي"، الذي قد يخطف لمعان الذهب الحقيقي في المستقبل.
إذ انخفض الذهب خلال 2021 بنسبة 5.7٪ تقريبًا حتى وقت كتابة التقرير، مقارنة مع مكاسب بنسبة 63٪ في عملة البيتكوين خلال نفس الفترة. (شارت) فكلما تزداد المخاوف في السوق أو تحدث اضطرابات، يتجه المستثمرون نحو العملات المشفرة هذه الأيام، ويتجاهلون الذهب.
2. سوق الأسهم أكثر ربحًا من الذهب!
- لماذا قد يتجه المستثمرون إلى شراء الذهب بينما توجد أمامهم أسواق الأسهم المتألقة والمشتعلة؟ إذ يمكنك الحصول على أرباح بنسبة 20٪ -50٪ وأكثر في أيام أو أسابيع أو شهور. بينما سيكون الذهب محظوظًا بارتفاعه بنسبة 50٪ حتى نهاية العام المقبل. الذهب بطيء للغاية في حركته وعوائده.
3. دقت ساعة تشديد سياسات البنوك المركزية!
- نعم، لن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قبل 2022، لكنه هذا لن يمنعه من تقليص برنامج شراء السندات البالغ 120 مليار شهريًا في وقت ما بين أكتوبر وديسمبر. سينعكس هذا بالسلب على الذهب، بينما سيستفيد الدولار.
إذ اعترف البنك المركزي الأمريكي بأن الاقتصاد أحرز تقدمًا نحو أهدافه (التضخم عند 2% والقدرة القصوى للتوظيف)، لكنه ما زال بحاجة إلى بعض الوقت للتأكد من قوة هذا التقدم واستمراره. وهذا قد يؤخر التأثير السلبي على الذهب.
ولكن التركيز على أن الاقتصاد تحرك نحو أهداف الفيدرالي هو إشارة قوية إلى أن دورة تشديد السياسات النقدية في الطريق. وعندما تبدأ، ستزداد الضغوط الهبوطية على أسعار الذهب.
- » ما زالت هناك فرصة لصعود الذهب:
كما قلنا أن الذهب يعتمد على انفجار أزمة التضخم ليعود للارتفاع إلى ما فوق 1900 دولار. فإذا ثبت إن ارتفاع التضخم ليس مرحلة انتقالية - كما يأمل الفيدرالي وباقي البنوك المركزية - بل مشكلة حقيقة باقية معنا، سينطلق الذهب في طريقه.
ومن العوامل الأخرى التي قد تدعم صعود الذهب هي حدوث تصحيح قوي في سوق الأسهم. إذ حققت الأسهم على مستوى العالم مكاسب هائلة وسجلت مستويات قياسية، وعوّضت خسائرها وتعافت من أدنى مستوياتها أثناء فترة الوباء. بل ويرى الكثير من المحللين أن سوق الأسهم العالمية قد وصل إلى ذروته ويقترب من نهايته، وأن أي مكاسب أخرى ستكون محدودة، ومن المرجح حدوث تصحيح حاد بحلول نهاية العام، وفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجرته وكالة رويترز.
حينها، سنرى ابتعاد المستثمرين عن المخاطرة مع تراجع معنويات السوق، مما قد يدفعهم إلى الذهب كملاذ آمن، وبالتالي سيرتفع سعره.
فهل سيتجه الذهب نحو أسباب الصعود أم سينحني أمام دوافع الهبوط؟