تقرير مُصوّر - الذهب ينحني أمام الدولار: لماذا ترتفع الورقة الخضراء بينما ينخفض المعدن الأصفر؟!
الدولار؛ الحجر الثقيل الذي يلتف حول عنق الذهب ويخنقه عندما تزداد قوته
وأجبر انخفاض الذهب هذا الأسبوع المستثمرين على طرح السؤال الذي يخطر في بال الجميع الآن: هل هذه هي نهاية الصعود الجنوني أم هي مجرد انتكاسة مؤقتة
للمعدن الثمين؟
- » لنرجع للخلف قليلًا ونتذكر لماذا ارتفع المعدن النفيس في الفترة الماضية؟
- دفع التحفيز العالمي غير المسبوق من كبرى البنوك المركزية ومعدلات الفائدة المنخفضة والسلبية وضعف الدولار، الذهب إلى مستوى قياسي تاريخي فوق 2075 دولارًا للأوقية في أوائل أغسطس.
بل وتوقعت بعض البنوك العالمية ارتفاع الذهب أكثر من ذلك، مثل جولدمان ساكس وبنك أوف أمريكا، ولكن جاء ارتفاع الدولار هذا الأسبوع ليجبر الذهب على التخلي عن بعض مكاسبه.
- » أين ستذهب أسعار الذهب في المستقبل؟
- فيما يلي 4 عوامل وتلميحات تساعدك في تحديد اتجاه الذهب وكيف سيتحرك الفترة المقبلة:
- 1) هيمنة الدولار:
المحرك الرئيسي للذهب حاليًا هو الدولار. وخلال هذا الأسبوع، ارتفعت العملة الأمريكية بقوة وعززت مكاسبها، على الرغم من لهجة الاحتياطي الفيدرالي التيسيرية بشأن أسعار الفائدة وأنه لن يرفعها حتى 2023.
وترتبط قوة الدولار الحديثة بتلاشي الآمال في المزيد من التحفيز من الولايات المتحدة لاقتصادها المتضرر، وهو ما دفع الذهب لأسفل، حتى مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء أوروبا وتجاوز عدد الوفيات 200 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة.
ويضع الدولار ضغوطًا على الذهب، بالرغم من القلق من الموجة الثانية من الوباء.
2) الرؤية الفنية والاتجاه العام:
- اكتسب انخفاض الذهب زخمًا هذا الأسبوع بعد أن انخفض إلى ما دون المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا، والذي يعتبره المتداولين الفنيين إشارة للبيع. وسيجد الذهب عقبة رئيسية عند المتوسط المتحرك لـ 100 يوم، وستكون هناك بعض المقاومة لانخفاض الأسعار. ومع ذلك، إذ كسر الذهب هذا الحاجز، وانخفضت أسعاره إلى ما دون هذا المستوى، سيتسبب ذلك في مزيد من البيع. وانخفض الذهب إلى 1852 دولارا للأوقية يوم الخميس، مسجلًا أدنى إغلاق منذ يوليو.
3) انتخابات أمريكية متقلبة وفيصلية:
- على مدار العشرين عامًا الماضية، كان الذهب يميل إلى النشاط والتحرك في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية و ما بعدها، بينما يزن المستثمرون التأثير المحتمل على الدولار وعائدات الخزانة والمخاطر السياسية العالمية. ومن المحتمل أن تكون انتخابات نوفمبر هي الأكثر خطورة منذ عقود، مما سيثير حالة عدم اليقين الذي سيستمتع به الذهب بالتأكيد.
- » لماذا ارتفع الدولار الأمريكي هذا الأسبوع؟
1) ابتعاد المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر، ولجوئهم للدولار باعتباره ملاذًا آمنًا مع تزايد المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي وبداية الموجة الثانية من الوباء.
2) التصريحات الإيجابية عن الاقتصاد الأمريكي من شهادة محافظ الفيدرالي "جيروم باول" أمام مجلس النواب، مما عزز التفاؤل بأداء أقوى اقتصاد في العالم.
3) إعادة فرض القيود والإغلاق الجزئي في أوروبا مع تزايد أعداد الإصابات بالفيروس.
4) سوء البيانات الاقتصادية الأوروبية والأمريكية، وتباطؤ النشاط الاقتصادي.
5) تعثر المحادثات بين مجلس النواب وإدارة ترامب حول حزمة التحفيز الثانية.
- » لماذا انخفض الذهب هذا الأسبوع؟
وأخيرًا، لننتقل للمعدن النفيس ثانيًة، ونعرض الدوافع التي تسببت في هبوطه لأدنى مستوياته في شهرين إلى ما دون 1852 دولار قبل أن يتعافى طفيفًا:
1) قوة الورقة الخضراء وارتفاعها لأعلى مستوي في شهرين، مما قلل جاذبية الذهب.
2) تضاؤل فرص التوصل لدفعة تحفيزات جديدة في أمريكا.
- » ما سبب ارتفاع الذهب آخر الأسبوع أثناء اليوم الثالث من شهادة باول؟
- تفاجئ البعض من ارتفاع الذهب اليوم، خلال شهادة جيروم باول أمام مجلس الشيوخ ليصل إلى 1871 دولار. ويرجع هذا الارتفاع المتواضع إلى:
1) تصريحات باول بأن الاقتصاد والشركات والأسر سيتضررون إذا لم يكن هناك المزيد من التحفيزات. ونتيجة لذلك، عادت المخاوف بشأن تعثر الاقتصاد الأمريكي بعد التحسن البطيء الذي حققه.
2) تجدد الآمال حول حزمة التحفيزات بعد تداول الأخبار بأن الديمقراطيين في مجلس النواب يعملون على خطة جديدة بتقديم حزمة إضافية بقيمة 2.4 تريليون دولار، واستئناف المفاوضات بين الكونجرس والحكومة الأمريكية.
- وفي النهاية، سيظل طريق الذهب والدولار متشبكًا ومتداخلًا ببعضه البعض. فكلهما من أصول الملاذ الآمن أثناء أوقات الأزمات والاضطرابات ولكن مع بعض الاختلافات. وقد تكون الانتخابات الأمريكية هي الخبر الذي ينتظره كل منهما لتحديد إلى أين سيذهبون؛ فلنتابع المشهد معًا!!