ذروة النفط...

ذروة النفط...

2019-11-11 • محدّث

تحليل1 (1).jpg

العالم يدير ظهره للنفط، لكن بأي سرعة؟! أولاً، دعونا نتعرف على "ذروة النفط" وهى أقصى معدل لإنتاج النفط في العالم، وهو مصطلح ابتكره عالم الجيولوجيا "ماريون كينج هوبرت" في الخمسينات من القرن الماضي صاحب نظرية "قمة هوبرت". وهو الوقت الذي يبلغ فيه الإنتاج العالمي للنفط حد أقصى ويبدأ بعده في الانخفاض.* لماذا مستقبل النفط في خطر؟- حوالي 60% من النفط يستخدم في قطاع النقل، حيث تحدث كل التغيرات والتطورات التكنولوجية. ويعتبر تأثير صناعة السيارات الكهربائية مثل شركة "تيسلا" مدعوماً بالكامل من التقدم في المجالات المشابه مثل السيارات ذاتية القيادة وتطبيقات حجز وطلب سيارات الأجرة، مما جعل الأشخاص يتجهون للاعتماد على هذه التطبيقات وأسطولها الضخم بدلاً من امتلاك السيارات. وفي حالة وصول تلك المواضيع الرائجة لذورتها، فأنها من الممكن أن تغير كيف يسافر ويتنقل الأشخاص تغييراً جذرياً وتتدفع المحللين لمراجعة توقعاتهم بشأن متى سيصل استهلاك النفط لذروته.

تحليل1 (2).jpg

* هل العالم يتجه نحو نفاذ النفط؟- لا. فنظرية ذروة النفط التي نتحدث عنها اليوم مختلفة نوعاً ما عن المفهوم الذي اُبتكر في الخمسينات، عندما تبنأ عالم الجيولوجيا "ماريون كينج هوبرت" في شركة "شل بأن إنتاج الولايات المتحدة للنفط سيصل إلى ذروته في السبعينات وأن العالم سينفذ فعلياً من النفط. وبالطبع، لم يحدث هذا مطلقاً كما نرى، وأن الاكتشافات الجديدة وزيادة الكفاءة في قطاعات النفط تعني أن إمدادات النفط وفيرة وستمتد لفترة طويلة الأمد. ولذلك تحول الحديث إلى ذروة الطلب - وإذا ما كان سيستهلك الأشخاص النفط والمخزون الاختياطي بنسب أقل باعتبارها أصول قيمة في الوقت الحالي والتي من الممكن أن ينتهي بها الحال في باطن الأرض. * ما رأي الخبراء في هذا الموضوع؟- تراجعت توقعات النفط على المدى الطويل. ودائماً ما تُراجع وكالة الطاقة الدولية توقعاتها وخفضتها على مدار العشرين عاماً المنصرمين، مع إزدهار الطاقة المتجددة وتحولت العديد من مؤسسات ومرافق الطاقة إلى الغاز الطبيعي النظيف. واتسعت رقعة الطاقة الشمسية، على سبيل المثال، وانخفضت تكلفتها بأسرع من المتوقع مع مرور الزمن والتقدم العلمي، إذ هبطت أسعارها بنسبة 50% منذ 2009. وهذا من شأنه أن يقلب موازين وهيئة عمل المؤسسات، التي صُممت لتوفیر الطاقة الحفرية من محطات الکھرباء الکبیرة إلی المنازل والشركات.تحليل1.jpg

* هل لا يزال استخدام النفط يشكل تهديداً للاحتباس الحراري؟ - نعم. فمن أجل تقليل الاحتباس الحراري إلى أقل من 2 درجة درجة مئوية (3.6 درجة فهرنهايت) - وضعت الأمم المتحدة هذا الهدف، والتي ترعى اتفاقية التغير المناخي - افترضت وكالة الطاقة الدولية في 2016 أن الطلب على النفط يجب أن يبلغ ذروته خلال السنوات القليلة المقبلة. وبالطبع أيضاً لا يتوقع حدوث ذلك، فلا يزال سيناريو الطلب الرئيسي للوكالة يرى أن استخدام النفط سيستمر ويتوسع لمدة العقدين المقبلين من الزمن.* إذاً، فمتي ستحدث "ذروة النفط"؟- تتراوح المدة ما بين 25 عاماً بين أقرب وأحدث التوقعات. وتستند أعنف التوقعات على التوسع والتطور السريع للسيارات الكهربائية وتحسين فعالية استخدام الطاقة وتغييرات في سياسة الحد من تلوث الغازات المُسببة للاحتباس الحراري. وإن هذا السيناريو يقود شركة "ستات أويل إيه إس إيه" (Statoil ASA) وتوقعات الشركات الأخرى للتنبؤ بأن الطلب على النفط سيصل إلى ذروته في أقرب من أواخر العقد 2020. وقال "بن فان بوردن"، الرئيس التنفيذي لشركة "شل" أنه إذا انتشرت السيارات الكهربائية وأصبحت رائجةً حقاً، فمن المحتمل أن تصل الذروة في السنوات الـ 15 المقبلة.* هل تتفق جميع الشركات على هذه الرؤية؟لا. معظم شركات النفط ترى حدوث ذروة النفط بالقرب من 2040. وتعتقد شركات أخرى أن صناعاتهم ستستمتع بعقود من النمو إذ أنها تغذي احتياجات الطاقة للطبقة المتوسطة المتنامية في العالم. ولا ترى السعودية وروسيا، أكبر مصدرين للنفط في العالم، الذروة في الآفق حتى 2050 على أقرب تقدير. وحتى عندما يبلغ الإنتاج ذروته، من المرجح أن نشهد حالة استقرار (مرحلة plateau) بدلاً من حدوث انخفاض حاد.* لماذا هذه الاختلافات في التنبؤات؟- هناك نقاش محتدم حول مدى سرعة تطور وشهرة السيارات الكهربائية. ومن الممكن أن يؤدي انخفاض تكاليف البطاريات إلى جعلها بأسعار معقولة وفي منتاول الجميع مثل محركات الاحتراق الداخلي للسيارات على مدى السنوات العشر المقبلة، وفقاً "Bloomberg New Energy Finance". وفي الوقت نفسه، تخطط بعض أكبر أسواق السيارات في العالم للتخلص التدريجي من السيارات التي تعمل بالوقود الحفري من أجل تنظيف الهواء الملوث.
وبحلول عام 2030، تأمل الهند أن تكون جميع السيارات الجديدة المباعة كهربائيةً؛ وستحظر المملكة المتحدة وفرنسا بيع السيارات التي تعمل بالوقود الديزل والبنزين بحلول 2040. ويعتبر تأثير الولايات المتحدة غير متوقع ولا يمكن التحكم به لأن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يعطل الجهود الهادفة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.* ما مصير شركات النفط؟- يتسارع الجميع لتحقيق الجهود الرامية إلى التنوع والاستثمار في الغاز الطبيعي والتكنولوجيا النظيفة مثل خلايا وقود الهيدروجين. حتى الآن هذه الشركات تقوم بأعمال ضخمة تحول النفط الخام إلى المواد الكيميائية المستخدمة في كل شيء من البلاستيك إلى الأسمدة. ومع ذلك، لا يجب أن ننسى "ذروة النفط" وأنها ستظل مصدر قلق، إذ من المحتمل أن يستغرق الأمر عقداً أو أكثر حتى تؤتي مشاريع التنقيب عن النفط التي تبلغ قيمتها مليارات من الدولارات ثمارها.* ما مصير شركات السيارات؟- تستعد شركات السيارات بشراسة للتحول الجذري. إذ صرحت شركة "فولفو" إن جميع طرازاتها الجديدة ستحتوي على المحركات الكهربائية بحلول عام 2019، في حين ترغب "فولكس فاجن" أن تبلغ مبيعاتها للسيارات الكهربائية 25% بحلول عام 2050. وتهدف "دايملر بنز" و"بي إم دبليو" أن تصل مبيعاتها إلى 15% و25% على التوالي.* ماذا سيحدث للبلاد التي تعتمد على عائدات وأرباح النفط؟- لا تزال الأجابة مجهولة. فإن ذروة النفط يمكن أن تسبب اضطرابات سياسية في الدول البترولية، التي تعتمد على عائدات النفط للحفاظ على أموال الحكومة. وتخطط المملكة العربية السعودية لعملية خصخصة جزئية لشركتها النفطية الحكومية، أرامكو، لجمع الأموال لتنويع اقتصادها في عصر ما بعد الهيدروكربون. ولم تضع الدول الأخرى، مثل روسيا وفنزويلا ونيجريا، خططاً للمستقبل بعد.

المماثل

هل يمكن أن ينعكس النفط بعد اجتماع أوبك +؟
هل يمكن أن ينعكس النفط بعد اجتماع أوبك +؟

ماذا سيحدّث!!  ستجتمع أوبك+ في الغد، والجميع مترقب بشكل كبير أبرز ما سيحدّث مع النفط!!  أولاً: السعوديون وروسيا يوسعون تخفيضات إمدادات النفط لدعم السوق!! - ستمدد المملكة العربية السعودية أمد خفض إنتاجها النفطي لمدة شهر واحد، مما يحد من…

تتجاهل أسواق النفط الاضطرابات السياسية!!
تتجاهل أسواق النفط الاضطرابات السياسية!!

ماذا حدّث؟!   استقرت أسعار النفط قليلا يوم الاثنين مع عدم الاستقرار السياسي الناجم عن تمرد فاشل من قبل المرتزقة الروس خلال عطلة نهاية الأسبوع، والذي اعتبرته السوق أنه لا يشكل تهديدا مباشرا لإمدادات النفط من روسيا وهى: أحد أكبر المنتجين في العالم…

أحدث الأخبار

أهم التحركات وجديد العملات والنفط اليوم!!
أهم التحركات وجديد العملات والنفط اليوم!!

المؤشر العام للدولار الأمريكي - USDOLLAR!!  - تراجع مؤشر الدولار إلى ما دون 104 يوم الثلاثاء، لينخفض للجلسة الثانية على التوالي مع ترقب المستثمرين بحذر سلسلة من التقارير الاقتصادية الأمريكية هذا الأسبوع والتي قد تؤثر على توقعات أسعار الفائدة…

الصين تضر بتوقعات الطلب النفطي!
الصين تضر بتوقعات الطلب النفطي!

جديد تحركات النفط اليومية!  استقرت أسعار النفط بعد انخفاضات سابقة يوم الخميس بسبب بيانات اقتصادية مخيبة للآمال من الاقتصادات الرئيسية، مع ترقب المستثمرين خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول يوم الجمعة للحصول على أدلة حول تحركات أسعار…

قم بالإيداع عبر أنظمة الدفع المحلية

إخطار جمع البيانات على موقع

تحتفظ FBS بسجل لبياناتك لتشغيل هذا الموقع الإلكتروني. بالضغط على زر "أوافق", فأنت توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

طلب الاتصال

الموظف سيتكلم معك قريبا

تغيير الرقم

لقد تم قبول طلبك

الموظف سيتكلم معك قريبا

يمكنك طلب إعادة الاتصال بهذا الرقم مجددا
خلال

إذا كانت لديك أية مسألة طارئة، يرجى التواصل معنا عبر
الدردشة الحية

خطأ داخلي. الرجاء المحاولة لاحقا

لا تضيع وقتك - تتبع تقرير الوظائف غير الزراعية وتأثيره على الدولار الأمريكي لتتمكن من تحقيق الأرباح!

أنت تستخدم نسخة قديمة من المتصفح.

يرجى التحديث أو استخدام متصفح آخر لتداول أكثر أمانا وسهولة, ولضمان أفضل النتائج.

Safari Chrome Firefox Opera