استراتيجيات التروّي «Position trading»

اقرأ المقالة على موقع FBS الالكتروني

الطرفان

هناك أنماط تداول مختلفة كنتيجة لاختلاف الأهداف المالية التي يضعها كل متداول. يلجأ الراغبون في تحقيق أرباح سريعة من خلال أكبر عدد ممكن من الصفقات الصغيرة إلى السكالبينغ وسواها من طرائق التداول اليومي. وبالمقابل، هناك من يفضل أرباحا أكثر ديمومة ولو بتواترٍ أقل، وهؤلاء يلجؤون إلى التداول على المدى الطويل. وهو ما يعرف بالتروّي «Position trading».

الاسم

يُطلق على الاستراتيجية اسم التروّي «Position trading» لأن المتداول يختار الإبقاء على صفقة (أو صفقات) التداول مفتوحة لمدة طويلة من الزمن: أيام، أسابيع أو أشهر. فيما يغلق الآخرون مئات الصفقات، يُبقي من يتبع هذا النهج على صفقة واحدة مفتوحة لمدة طويلة جدا من الزمن في انتظار بلوغ المستويات المستهدفة ومن ثم إغلاق هذه الصفقة.

الراحة

من الناحية النفسية، تعتبر هذه الاستراتيجية مريحة لمن يفضل استثمار وقت طويل في البحث الأساسي عن الأصل الذي يتم اختياره. بمجرد الانتهاء من البحث واتخاذ قرار بالتداول طويل الأمد، يمكن للمتداول الجلوس والاسترخاء، تاركا الأمر للسوق لتحقيق الأرباح. وبالتالي، تعتمد هذه المنهجية على تحضير وانتظار طويلين – وهو ما يستغرق الحصة الأكبر من وقت المتداولين هنا. وبالمقابل، فإن الوقت اللازم لفتح وإغلاق الصفقات – وهو ما يستغرق معظم وقت المتداول اليومي – يتم تقليصه إلى الحدود الدنيا في هذه الاستراتيجية. وبالتالي فإن غياب الصخب هو الميزة النفسية الأساسية لهذا النهج الذي يلائم من يفضل القيام بدراسة شاملة بمنتهى الهدوء، ومن ثم اتخاذ قراره على غرار قنّاص محترف.

التوتر

على الجانب الآخر، بمجرد أن تتخذ قرارك، يفترض بك أن تبقي صفقتك مفتوحة لأيام وأسابيع في سوق تشهد العديد من التقلبات. هذا صعب جدا من الناحية النفسية، لا يمكن التنبؤ بتقلبات السوق التي لا تهتم إذا كنت قد قضيت أسابيع في دراسة أصل ما وسلوكه التاريخي. لهذا السبب، قد تكون هذه الاستراتيجية مزعجة لغير القادرين على تحمل الضغوط الانفعالية أثناء انتظار اللحظة التي خططوا لإغلاق الصفقة عندها. من الواضح أن ”السباحة مع التيار“ أو ”الارتجال في الطريق“ أمران غير واردين أبدا في هذا النهج. تقوم بإجراء حساباتك والضغط على "شراء" أو "بيع" ومن ثم مراقبة السوق تفعل ما يحلو لها وصولا –على ما نأمل– بعد مدة طويلة من الزمن إلى النتائج التي تنتظرها. هذا يعني أن بوسعك اختيار هذه الاستراتيجية فقط إذا كنت مستعدا لمراقبة كافة أنواع التقلبات في السوق والتحركات غير المرغوب بها من قبلك دون أن تبادر بأي فعل لأن هذا بالضبط ما تنطوي عليه الاستراتيجية ألا وهو «التروّي».

1.png

الحساب

من الجليّ أن الأعصاب الفولاذية ليست الأمر الوحيد المطلوب لإنجاح هذه الاستراتيجية. ليكون قادرا على تحمّل تقلبات السوق، يحتاج المتداول إلى مبلغ كبير من المال لأن الاحتياطي الجيد هو الضمان الوحيد على امتصاص كافة أنواع التقلبات غير المرغوبة والحؤول دون وصول الأمر إلى تفعيل اتصال المارجن «margin call» أو سواه مما قد يعيق نجاح الاستراتيجية. كذلك الأمر، يحتاج المتداول إلى حسابٍ دقيق لحجم الصفقة المفتوحة المطلوب من حيث إجمالي الإيداع: كلما انخفض حجم الصفقة مقارنة بالرصيد الإجمالي للحساب، كان تأثير التقلبات أقل حدة، وزادت احتمالات أن يغطي الرصيدُ الصفقةَ خلال المدة الزمنية المطلوبة. وبالتالي، فإن ”المغامرة بكل شيء“ واستثمار 1 دولار برافعة مالية 1:1000 ليس خيارا صائبا أبدا.

المنهجية

إليك تسلسل الخطوات التي ستمر بها إذا قررت ممارسة استراتيجية التروّي «position trading».

أولا، خذ السوق على نحو أساسي ولمدة طويلة من الزمن. على سبيل المثال، توصلت إلى استنتاج بأن الذهب سيرتفع في غضون 3 أشهر من حوالي 1950 دولارا إلى 2200 دولار. تحققت من عدة مصادر، وقمت بتحليل فني طويل الأمد، وصرت مقتنعا أنه على المدى الطويل (3 أشهر أو أقل) هناك احتمال كبير لحدوث الأمر.

ثم، ثانيا، تفتح صفقة على الذهب وتبقيها حوالي 3 أشهر مع تحديد مستوى 2200 دولارا لأخذ الربح، وأقل من 1880 دولارا لإيقاف الخسارة.

ثالثا، لن تقوم بأي شيء. ليس عليك سوى الانتظار ورؤية الذهب وهو يرتفع إلى 2200 دولارا تماشيا مع تحليلاتك. لا يجب إغلاق الصفقة إذا وصل الذهب إلى 2100 دولار، بل انتظار الإغلاق التلقائي عند مستوى 2200 دولار. لا يجب إغلاق الصفقة إذا انخفض السعر إلى 1900 دولار، بل ترك الأمر لإيقاف الخسارة الذي يضمن مصالحك. عموما، ابتعد تماما عن لوحة المفاتيح. الفكرة هنا أنك فتحت الصفقة اعتمادا على تحليلات أساسية. وبالتالي، فإن مخالفة الخطة وتعديل أو إغلاق الصفقة يتطلب تغييرا جذريا في المعطيات الأساسية.

إجراء الحساب

من الناحية المالية، يبدو واضحا أن الاستراتيجية تعمل على نحو أفضل إذا كان لديك زيرو سواب أو الحد الأدنى منه على الأقل، مما يعني أن وقت الانتظار لن يكلفك شيئا أو ربما الحد الأدنى من المال مقارنة بالربح المنتظر. قبل فتح الصفقة، يجب عليك أيضا حساب المدى الكلي لأسوأ سيناريو قد يمر به أصلك المالي، وذلك لضمان صمود إيداعك وامتصاصه لكافة تقلبات السوق. للقيام بذلك، يجب عليك حساب كلفة النقطة (إليك دليلا إرشاديا مع كافة الصيغ الرياضية اللازمة) من الأصل المتداول، وبالتالي عدد اللوتات التي يتم تداولها، الأرباح المنتظرة، والرافعة المالية المستخدمة. عندما تتأكد أن تقلبات سعر الأصل لا تشكل تهديدا حقيقيا بمحو إيداعك كاملاً، يمكنك فتح الصفقة.

خلاصة القول

تعتبر استراتيجية التروّي «Position trading» بسيطة وفعالة جدا إذا كنت ملمّا بآلية عملها. إذا كنت ملما بها بحقّ، فقد تكون الاستراتيجية المثلى. اقرأ، حلل، افتح صفقتك، وعُد إليها في غضون شهرين لرؤية ثمار عملك.

                                                                                                      تسجيل الدخول

FBS Analyst Team

شارك مع أصدقائك:

المماثل

التسجيل الفوري

تحتفظ FBS بسجل لبياناتك لتشغيل هذا الموقع الإلكتروني. بالضغط على زر "أوافق", فأنت توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا.