أحد مبادئ التحليل الفني هو أن السعر يتحرك في اتجاهات. كل حركة للسعر في اتجاه رئيسي و يسمى أيضا الترند تتكون من فترات يتحرك فيها السعر في منحى هذا الاتجاه (الترند) وفترات أقصر في منحى معاكس و يسمى تصحيح.
استراتيجية التداول مع الاتجاه تعني ضمنا أن المتداول يبحث عن فرص لفتح الصفقات في نفس منحى الاتجاه الرئيسي. أي أنه يبحث عن فرص فتح صفقات الشراء في الاتجاه الصاعد، و صفقات البيع في الاتجاه الهابط. وأفضل وقت لدخول السوق و فتح الصفقات باستخدام هذه الاستراتيجيات، عندما ينتهي التصحيح ويستأنف السعر التحرك في الاتجاه الرئيسي. "شراء عند القاع و البيع عند القمة" هو شعار مشهور بين المتداولين لتعبير عن هذه الفكرة.
أما المتداولين عكس الاتجاه، فإنهم لا ينتظرون نهاية الحركة التصحيحية. إذا كان السوق في يتحرك في الاتجاه الصاعد، فيبحثون عن فرص للبيع عندما ينعكس السعر عند مستوى مقاومة مع وضع الهدف للخروج من الصفقات بالقرب من مستوى دعم. الفكرة هنا، هو أن السعر قد ارتفع بالفعل لدرجة أنه من المحتمل أن ينخفض، على الأقل لبعض الوقت.
هل هذه المقاربات في التداول لها نفس درجة المخاطرة أم لا؟ أيهما يمكن أن تسمح للمتداول بتحقيق أكبر الأرباح؟ هذا ما سنناقشه في بقية هذا المقال.
التداول على الترند
التداول مع الاتجاه هو محاولة للربح من خلال تحليل زخم حركة سعر الأصل المالي في اتجاه معين. عندما يتحرك السعر في اتجاه عام واحد إلى الأعلى أو الأسفل ، فإنه يسمى الاتجاه السوق أو الترند.
المتداولون مع الاتجاه يبحثون عن فرص الشراء عندما يأخذ السعر منحى صاعد. ما يميز الاتجاه الصاعد هو تشكل القمم و القيعان الصاعدة، أي أن القمة الجديدة دائما أعلى من القمة السابقة. و القاع الجديد أيضا أعلى من القاع السابق. وبالمثل المتداولون مع الاتجاه يبحثون عن فرص البيع عندما يأخذ السعر منحى هابط. ما يميز الاتجاه الهابط هو تشكل القمم و القيعان الهابطة، أي إن القمة الجديدة دائما أدنى من القمة السابقة. و القاع الجديد أيضا أدنى من القاع السابق.
استراتيجيات التداول مع الاتجاه تقوم على فرضية أن سعر الأصل المالي سيستمر في التحرك في نفس الاتجاه الذي هو فيه حاليا. هذه الاستراتيجيات غالبًا ما تحتوي مثل على أوامر جني الأرباح أو وقف الخسارة لجني الأرباح أو تجنب الخسائر الكبيرة في حالة انعكاس الاتجاه. التداول مع الاتجاه يستخدم من قبل المتداولين على المدى القصير والمتوسط والطويل.
يمكن لمعظم المتداولين تحديد الاتجاه الحالي. الجزء الصعب هو أن تقرر كيف تتصرف. لنأخذ مثال على لاتجاه الصاعد لتوضيح أكثر. عند التداول مع الاتجاه تفتح صفقات الشراء عندما يختبر السعر مستويات الدعم أو عند كسر مستوى المقاومة. في الحالة الأولى، ستستخدم أدوات مثل خطوط الاتجاه وتراجعات فيبوناتشي. في الحالة الثانية، يمكنك استخدام أنماط الرسم البياني الاستمرارية مثل المثلثات والأعلام والأوتاد.
![trend trading EURUSD.png](/storage/uploads/images/1674049581-abd5444f702ed56f62a4460cdfbcbbd9.png)
بعض المتداولين يشترون عند النقطة 1 (خط الاتجاه ومستوى ارتداد فيبوناتشي) أو 2 (كسر نمط العلم)، أم يمكن الانتظار حتى النقطة 3 (اختراق فوق القمة السابقة). بالطبع، كلما اشتريت من مستويات أدنى كلما زادت أرباحك.
جني الربح
يمكنك تعيين مستوى حتى الأرباح عند القمة السابقة للترند الصاعد (قاع الاتجاه الهابط) أو حتى فوق هذه المستويات التي تتجاوزه إذا كنت لديك ثقة كبيرة في صفقة.
وقف الخسارة
عند ركوب الترند، يمكنك استخدام وقف الخسارة المتحرك لتتبع حركة السعر مع الاتجاه. لكن يجب أن تضع في حسابك، أنه قد لا يكون من السهل تحديد مستوى المناسب لكل السيناريوهات لنقل أمر إيقاف الخسارة. فمثلا يمكن أن تختار مستوى قريب من مستويات السعر الحالية، و بمجرد حدوث تصحيح صغير في السوق يتفعّل أمر وقف الخسارة و تخرج مبكرا من الصفقة.
الزيادة التدريجية
التداول مع الاتجاه أو الترند يتيح إضافة عقود تداول جديدة لتعزيز الصفقات الرابحة التي تتبع اتجاه تحرك السوق. بهذه الطريقة ستزيد من حجم أرباحك المحتملة. ولكن إذا فعلت بذلك، يجب أن يكون في إطار شروط إستراتيجية إدارة المخاطر التي وضعتها سلفًا. يمكنك أيضًا البدء لصفقة أصغر من المعتاد (على سبيل المثال، الشراء عند النقطة 1) ثم زيادتها عندما يتجاوز السعر النقطة 2. هذا التكتيك سيقلل من المخاطر.
التداول عكس الاتجاه
تحرك السوق في الاتجاه المعاكس هو تصحيح في حركة سعر الأصل الذي يتحرك في اتجاه رئيسي محدد. ببساطة، عندما يكون السوق يتحرك في الاتجاه الصاعد ويتراجع، فإن هذا التراجع إلى الأسفل هو اتجاه معاكس لأنه يتعارض مع اتجاه السوق الأصلي.
استراتيجية التداول عكس الاتجاه هي محاولة لتحقيق ربح صغير عن طريق فتح صفقة للاستفادة من تصحيح الاتجاه الرئيسي. التداول عكس الاتجاه المعاكس هو شكل من أشكال التداول المتأرجح الذي يفترض أن اتجاه السوق الحالي سيشهد انعكاسات و تراجع، ثم يحاول الاستفادة منه. هذه الإستراتيجية متوسطة المدى، حيث يتم الاحتفاظ بالصفقات مفتوحة لبضعة أيام أو بضعة أسابيع.
يعتمد بعض المتداولين على هذه الإستراتيجية لتحقيق الربح من عمليات التصحيح مع الحفاظ على صفقاتهم الرئيسية مع الاتجاه العام. استراتيجيات التداول عكس الاتجاه تستخدم مؤشرات الزخم ومستويات الدعم والمقاومة وأنماط الشموع اليابانية لتحديد نقاط الدخول و الخروج من السوق. ولكن، من الضروري أن توخى الحذر عند استعمال هذه الطريقة، حيث يمكن أن يستأنف السعر التحرك في الاتجاه الرئيسي في أي وقت دون سابق إنذار. وبالتالي، عند التداول باستخدام هذه الإستراتيجية، يجب اتباع استراتيجية إدارة المخاطر المناسبة التي تتضمن أوامر وقف الخسارة والحد الأدنى من حجم الصفقات للحد من الخسائر.
عادة ما يستعمل المتداولون عند التداول عكس الاتجاه على أنماط الشموع اليابانية الانعكاسية (نجمة المساء/الصباح، الرجل المخنوق، المطرقة... إلخ). و مؤشرات التذبذب مثل MACD أو RSI لمعرفة ما إذا كان السوق قد بلغ ذروة الشراء / ذروة البيع ظهور إشارات التباعد أو الديفرجنس بين السعر والمؤشر. إذا ظهرت أي من هذه الإشارات، يمكن للمتداول عندها فتح صفقة عكس الاتجاه.
![USDCADH1_counter_trading.png](/storage/uploads/images/1674049580-3c93783215bbd8192807091ccb864727.png)
قد يقرر المتداول البيع عند النقطة 1 حيث تشكل نمط انعكاسي المطرقة على الشموع اليابانية (إشارة سلبية) ولم يؤكد مؤشر MACD ارتفاع السعر.
جني الأرباح
من الصعب تحديد مستوى جني الأرباح عند التداول عكس الاتجاه. أهم شيئ هو عدم التهور و الطمع. تذكر أنك تراهن ضد السوق. بعض الحركات التصحيحية يمكن أن تأخذ منحى جانبي يحد من أرباح من الصفقات المعاكسة للاتجاه. يمكن أيضًا يكون التصحيح قصير، و يعود السعر للتحرك في الاتجاه الرئيسي بسرعة. لذلك ، عليك أن تتحلى بالحذر الشديد مع وضع و الالتزام بإدارة مخاطر صارمة.
وقف الخسارة
مستوى أمر وقف الخسارة في مثل هذه الصفقات و اضح و بديهي. فوق أعلى قمة سعرية بدأ منها التصحيح. مستوى أمر وقف الخسارة قد يكون أصغر من ذلك الذي قد نستخدمه عند التداول مع الاتجاه.
الزيادة التدريجية
تغيير و زيادة حجم الصفقات عند تداول عكس الاتجاه ليس فكرة جيدة. يمكن أن تكون الصفقة قصيرة المدى، لذا فإنك تخاطر بأن تجد نفسك في موقف مزعج أضفت عقود جديدة إلى صفقتك. و الأهم من ذلك، ولا تضف أبدا عقود جديدة إلى الصفقات الخاسرة على أمل أن يعود السعر للتحرك في صالحك. فأنت فقط تخاطر في تكبّد خسارة أكبر.
في الفيديو الجديد الذي سنصدره، سنناقش بتفصيل أكبر التداول مع و عكس الاتجاه.
الخلاصة
كما رأينا، فإن كلا من الطريقتين لها سماتها الخاصة. كلا من الطريقتين يمكن أن يعطي إشارات تداول جيدة، لكن كل واحدة منهما تتطلب إستراتيجية إدارة مخاطر خاصة بها. الحكمة المعروفة في وَسَط المتداولين، هي أن تداول عكس الاتجاه يتطلب خبرة أكبر لتحقيق الربح، ويجب على المتداولين المبتدئين بالتركيز على اتباع طريقة التداول مع الاتجاه. في الأخير يمكنك دائما أن تتعلم و تتدرب و تقرر أي طريقة هي الأنسب بالنسبة إليك!