الدليل الوافي في البريكست: كيف تحقق أقصى استفادة من الانفصال الجيوسياسي الأكثر إثارة ودراما

اقرأ المقالة على موقع FBS الالكتروني

لا يزال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي — البريكست — الشغل الشاغل للعالم على الصعيد الجيوسياسي لأكثر منذ ثلاث سنوات الآن. شهدت الصفقة العديد من التحولات كما لو كانت عرضا أو مسلسلا تلفزيونيا مشوقا… لا يمكن لأحد مقاومة متابعته.

لنستعرض معا بدايات الأمر، مساره ووجهته المستقبلية، وكيفية الاستفادة منه في تداولاتك.

2.jpg

نظرة عامة على البريكست

ما هي البريكست؟

البريكست مصطلح يدل على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. انضمت المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي في عام ١٩٧٣، وقررت مغادرته في عام ٢٠١٦ بعد تصويت شعبي (استفتاء) عام.

لماذا تريد بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي؟

يذكر مؤيدو سيناريو الانسحاب عدة أسباب منها مشكلة الهجرة واللاجئين، والبيروقراطية المفرطة، ورسوم الاتحاد الأوروبي، وغيرها. ومع ذلك، فإن السبب المباشر هو:

«يجب اتخاذ أي قرار يخص المملكة المتحدة داخل المملكة نفسها»

وهو ما دفع ٥٢% من المصوتين في استفتاء عام ٢٠١٦ على تأييد الانسحاب، وهكذا بدأ كل شيء.

صفقة البريكست

لجعل الانفصال أخف وطأة على كلا الطرفين، يحاول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة التوصل إلى اتفاق يحدد أحكام الانسحاب، ويتناول عددا من النقاط الرئيسية:

  • حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة، وحقوق المواطنين البريطانيين في الاتحاد الأوروبي
  • فاتورة الانفصال، أو المبلغ المالي الذي يتوجب على المملكة المتحدة دفعه للاتحاد الأوروبي
  • قضية الحدود الإيرلندية و شبكة الأمان (باكستوب)

ما سبب عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن؟

كان من المخطط أن يتم البريكست في نوفمبر ٢٠١٨، لكن تم تأجيله عدة مرات كنتيجة لعدد من المشاكل وخاصة فيما يتعلق بمسألة الحدود الإيرلندية.

ستكون الحدود بين إيرلندا الشمالية (جزء من المملكة المتحدة) وجمهورية إيرلندا (دولة مستقلة) هي الحدود البرية الوحيدة لبريطانيا مع الاتحاد الأوروبي. لا توجد حدود فعلية حاليا بينهما بمعنى أنه لا توجد نقاط حدودية أو عمليات تفتيش وجمارك على الأشخاص والسلع الذين يعبرون الحدود من جهة لأخرى. وهو ما يعتبر نقطة مفصلية في مرحلة ما بعد البريكست.

  • اقترح الاتحاد الأوروبي إقامة «شبكة أمان» — وهي ضمان قانوني لتجنب إعادة الحدود الفعلية في حالة عدم التوصل إلى اتفاق. وهو ما يعني التعامل مع إيرلندا الشمالية على أنها ذات وضع خاص.
  • رفضت المملكة المتحدة هذا الاقتراح لأنها لا تحبذ التعامل مع إيرلندا الشمالية على أنها ذات وضع خاص لكون ذلك يهدد استقرار وتوازن المملكة.

تعتبر المشكلة الحدودية الإيرلندية جزءا رئيسيا من صفقة الانسحاب، وهي إحدى العراقيل الأساسية التي لم يتم التغلب عليها حتى الآن.

الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى صفقة

الانسحاب بلا صفقة يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق. صرح رئيس الوزراء البريطاني الجديد السيد بوريس جونسون أنه ملتزم بالانسحاب في الموعد المحدد ٣١ أكتوبر سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا. فيما يصر معارضوه على أن الانسحاب دون التوصل إلى صفقة سيؤذي المملكة بدرجة كبيرة وأنها مغامرة غير محسوبة العواقب. إليك ما قد يحدث إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق:

  • مغادرة الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة
  • مغادرة المؤسسات الأوروبية كمحمة العدل الأوروبية واليوروبول
  • إنهاء عضوية المملكة المتحدة في مختلف هيئات الاتحاد الأوروبي
  • وقف المساهمات في ميزانية الاتحاد الأوروبي — حوالي 9 مليارات جنيه إسترليني في السنة

تأثير البريكست على التجارة العالمية

إذا تمت البريكست، سنكون أمام عدد من التحولات الكبرى، ألا وهي:

  • شركاء المملكة المتحدة التجاريين

تعتبر الدول التي تملك علاقات تجارية كبرى مع المملكة المتحدة الأكثر تأثرا، ونخص بالذكر إيرلندا، بلجيكا، هولندا، قبرص و ألمانيا.

  • القطاع الصناعي

القطاعات التي قد تواجه مصاعب أكبر على صعيد الصادرات هي السيارات وقطع الغيار، المعدات الإلكترونية، والأغذية المصنعة.

  • القطاع الخدمي

تعتبر لندن مركزا ماليا عالميا، ويشكل القطاع الخدمي حوالي ٨٠% من الاقتصاد الإجمالي البريطاني. تنصبّ مخاوف الخبراء بصورة رئيسية في مجالي التأمين والخدمات المالية.

  • التكاليف التجارية

مهما كان السيناريو (سواء اتفاقية تجارة حرة «FTA»، أو العمل بأحكام منظمة التجارة العالمية كخطة بديلة) فإن التكاليف التجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي سترتفع دون شك.

  • التحويلات، والخدمات اللوجستية

بعد مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، فإنها لن تخضع لأحكام التشريعات المالية للاتحاد الأوروبي، مما قد يعني فرض ضرائب مضاعفة على الشركات التي تنقل المنتجات والخدمات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

  • سلاسل التوريد

تلعب المملكة المتحدة دورا بارزا في سلاسل التوريد الدولية وخاصة في قطاعات الخدمات المالية والتعدين والمنتجات الكيماوية والنقل والاتصالات وصناعات الجملة والتجزئة.

  • التدفقات التجارية العالمية

بصفتها (حتى الآن) عضوا في الاتحاد الأوروبي، تلتزم المملكة المتحدة بعشرات الاتفاقيات الخاصة بالتجارة الحرة مع ٥٨ بلدا خارج الاتحاد الأوروبي. وبالتالي، ستجد نفسها مضطرة لإعادة النظر في هذه الاتفاقيات جميعها مع الأطراف المعنية.

بشكل عام، سيكون التأثير الاقتصادي الأبرز لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو الحد من التجارة الثنائية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو ما من شأنه أن يتسبب بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي والدخل الحقيقي نظرا لأن ارتفاع تكاليف التجارة سيؤدي إلى تدفق موارد أقل جودة وكفاءة على القطاع الصناعي.

التداول على البريكست

بما أن بريطانيا هي الدولة الأولى التي تنسحب من الاتحاد الأوروبي، فقد يصعب على متداولي الفوركس فهم الأحداث بصورة دقيقة والقيام بتوقعات صحيحة بناء على ذلك. لكننا دون شك تعلمنا بعض الدروس من سير الأحداث حتى الآن:

  • سيناريو الانسحاب دون التوصل إلى اتفاق:

إذا قررت بريطانيا العودة للعمل بأحكام منظمة التجارة العالمية، ستكون هناك فترة صعبة يسودها الشك، وقد تمتد حتى عام ٢٠٢٠. سينتج عن ذلك تذبذب للجنيه الإسترليني، وبالتالي ستكون العملة الأساسية مصدر شك وقلق للمتداولين أيا كان زوج العملات الذي يضمها.

ستزداد تكاليف المعاملات التجارية بزيادة الرسوم الجمركية على المصدرين. كما ستجد الشركات التي تعتمد على المواد الخام من الاتحاد الأوروبي (وكذلك الأمر بالنسبة للمستهلكين) نفسها مضطرة لتحمل أعباء تراجع الهامش المتاح. وبالتأكيد، سيكون لذلك تداعيات كبرى على أسواق الأسهم والعملات الأجنبية.

بالنسبة للأسهم، قد ترتفع أسهم الشركات البريطانية الموجودة في الخارج، أما أسهم الشركات المحلية فسوف تتراجع. إذا أصبحت المعاملات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي أعلى كلفة، فمن المرجح أن نشهد حركة بيع كبيرة للأسهم.

  • سيناريو الخروج مع التوصل لاتفاق:

سيبدأ الناتج المحلي الإجمالي بالتحسّن في نهاية المطاف، لكن الجنيه الإسترليني سيعاني في البداية دون شك. أسوأ ما في الأمر، أنه لا يمكن لأي أحد أن يحدد الفترة الزمنية اللازمة للتعافي، وما التحديات غير المنتظرة التي قد تطرأ.

وبالتالي، فإن الكلمة الرئيسية التي يمكن أن تعبر عن فرص التداول على البريكست هي: الشك

هل هذا أمر جيد أم سيء؟

بالنسبة لمواطني بريطانيا والاتحاد الأوروبي، ليس جيدا في الحقيقة. أم بالنسبة للمتداولين، فعلى الأرجح هو أمر جيد لأنه يعني المزيد من التقلبات في أسعار العملات، وبالتالي المزيد من فرص التداول.

من المرجح أن تحظى الأسهم البريطانية، زوج جنيه إسترليني/دولار أمريكي، والذهب بالحصة الأكبر من التقلبات.

لتقليص الخسائر والتداول بأمان، يمكنك اتباع التعليمات البسيطة التالية لتكون مستعدا للبريكست:

  • تابع تغطيتنا الإخبارية وتحليلاتنا الخاصة بالبريكست
  • اضبط تنبيهات تغيرات السعر لتبقى على اطلاع على التحركات الهامة
  • استخدم إيقاف الخسارة دائما
  • ابقَ متيقظا ومستعدا للتحرك في أي وقت

لنتابع مسار الأحداث ونكن في مصاف الرابحين — سواء تم الخروج باتفاق أم لا!

تحتفظ FBS بسجل لبياناتك لتشغيل هذا الموقع الإلكتروني. بالضغط على زر "أوافق", فأنت توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا.