المعارف العامة هي فخ التداول
لا يخفى على أحد أن التداول يمكن أن يكون محفوف بالمخاطر بقدر ما يمكن أن يكون مربح. العديد من المتداولين الهواة يخوضون غمار التداول دون وجود أي خطة أو استراتيجية مناسبة، ما يكلفهم خسارة الكثير من المال في النهاية. لكن الخطأ الأكبر الذي يمكن أن يرتكبه المتداول هو الثقة العمياء في أن المعارف و المعلومات العامة كافية لضمان تحقيق النجاح في التداول.
في هذه المقالة ، سنناقش ماهية المعارف العامة في التداول، وكيف يمكن أن تكون ضارة و مصيدة للمتداولين. وأكثر الأخطاء التي يقع فيها المتداولون ، ونصائح لتجنب مصيدة التداول هذه.
أهم الدروس المستقاة
- المعارف العامة في التداول تشير إلى المعلومات الأساسية التي يحصل عليها المتداولون الهواة من مصادر التعلم المختلفة، مثل الاستراتيجيات والنماذج الفنية وأدوات و برامج التداول و غيرها.
- يمكن أن تصبح المعارف العامة فخ إذا وثق المتداولون بها يشكل مطلق دون تحليل ظروف السوق واتخاذ إجراءات صارمة لإدارة المخاطر.
- الأخطاء الأكثر انتشارا بين المتداولين هي الإفراط في تحليل ظروف السوق، والتداول دون خطة محددة، والتداول المفرط، ووضع كل الأموال في صفقة واحدة ، وسوء إدارة المخاطر.
- يمكن للمتداولين تجنب هذه الأخطاء من خلال إيلاء المزيد من الاهتمام لظروف السوق الحالية. ووضع خطة مفصلة لإدارة المخاطر. وعدم الاعتماد على تنبؤاتهم وحدها ، والتحلي بالمرونة عند تطبيق استراتيجية التداول.
ما هي المعارف العامة في التداول؟
ببساطة، هي جميع المعلومات التي يتعلمها المتداولون الجدد قبل بدء التداول من المعارف الأساسية الشائعة. تشمل هذه المعلومات الاستراتيجيات والنماذج الفنية والمؤشرات الشهيرة و أشهر النصائح حول التداول والحيل الأخرى التي يمكنك عادة الحصول عليها من الدورات التدريبية المختلفة والأدلة للمبتدئين.
هذه المعارف و المعلومات مهمة، ولا أحد يمكنه إنكار ذلك. لكن المتداولين الهواة في كثير من الأحيان يتقبّلونها كحقيقة لا جدال فيها دون أن يدركوا أنه لا يوجد شيء مطلق أو مؤكد في التداول. وأن هذه المعارف و الاستراتيجيات التي يعتمدون عليها للتنبؤ بحركات الأسعار المستقبلية لا تضمن حقًا أن السوق سوف يتحرك لمصلحتهم. لكن لماذا يفكر المتداولون المبتدؤون بهذه الطريقة؟ هذا ما سوف نحاول الإجابة عنه فيما يلي.
كيف يمكن أن تكون المعارف العامة فخ قاتل في التداول؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعل المعارف العامة فخ للتعرض للخسائر في التداول.
كقاعدة عامة ، تعتمد المعارف العامة بشكل كبير على فكرة إمكانية التنبؤ بحركات السوق. ولكن في الحقيقة، يكون الأمر غير ذلك تماما. هذه الفكرة منشرة بشكل أساسي بين المتداولين الأفراد الذين لديهم مبلغ محدود جدا من المال للتداول. لذا فإن قراراتهم في التداول لا تؤثر حقا على حركة السوق. لكن ما يؤثر في السوق هو قرارات المؤسسات المالية الكبيرة التي لديها مبالغ ضخمة من رأس المال للتداول بها في السوق. إنهم المتحكمون الحقيقيون في حركة أسعار الأصول، ولا يمكن لأي معرفة مشتركة أن تساعدك في التنبؤ بشكل مطلق بخطوتهم التالية.
سبب آخر هو أن التداول هو في الأساس نزاع بين المشترين والبائعين الذين يحاولون الاستفادة من نفس ظروف السوق. إذا فاز أحد الطرفين، فسيخسر الطرف الآخر. يستخدمون نفس الاستراتيجيات والأدوات، ويراقبون الرسم البياني نفسه. ومع ذلك، فإن هذه المعارف العامة تساعد أحد الأطراف وتخذل الطرف الآخر.
هذا يدل على أن نجاح المتداول لا يمكن أن يعزى فقط إلى قدرته على تطبيق معرفه و معلوماته في السوق. و لكن ذلك يعتمد على عوامل وسلوكيات أخرى يغفل عنها الكثير من المتداولين عند اتخاذ قراراتهم.
الأخطاء الأكثر انتشارا في التداول
المبالغة و الإفراط في التحليل
المتداولين المبتدئين في البداية المسيرة في عالم التداول لا يعرفون غالبا أين يبحثون في السوق على أفضل فرص التداول. وعندما يحصلون على المعلومات من برامج أو أنظمة التداول المختلفة يحاولون دمجها جميعا في إستراتيجية التداول.
ما لا يدركون هو أن الأدوات المختلفة تناسب أساليب تداول مختلفة. يمكن أن يكون استخدام كل برامج و أدوات التداول المتوفرة في نفس الوقت أمر مرهق ومشوّش. ما يجعل من الصعب على المتداول تطوير استراتيجية جيدة. أيضا، هذه الأدوات المختلفة يمكن أن تعطي نتائج و إشارات متناقضة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إرباك أكبر للمتداول و التسبب في الخسائر.
غياب خطة واضحة أو الانضباط و الالتزام
وضع خطة تداول يمكن أن تساعد المتداولين المبتدئين على الالتزام باستراتيجيتهم وتحديد أهدافه واضحة وقابلة لتحقيق تتناسب مع قدراتهم المالية. تجاهل العمل وفق خطة واضحة والتداول دون أي استعدادات مسبقة أمر غير حكيم أبدا. ويمكن أن يؤدي إلى خسائر فادحة عندما يواجه المتداول حركة غير متوقعة في السوق. و فوق ذلك، فإن التداول دون خُطَّة واضحة يجعل المتداولين أكثر عرضة للوقوع تحت رحمة مشاعرهم من الطمع و الخوف و الغضب، و تعزّز عقلية المقامرة.
الإفراط فِي التداول
السبب الرئيسي لفشل الكثير من المتداولين في تحقيق ربح ثابت من التداول هو ميلهم إلى التداول كثيرا منذ الوهلة الأولى. التداول المفرط مشكلة كبيرة يمكن أن يتسبب في تراكم الكثير من تكاليف من فروق الأسعار والعمولات. بالإضافة إلى حرق و خسارة المال بسرعة. عوضا عن الإفراط في التداول، يجب على المتداولون التمّهل واتخاذ نهج أكثر رزانة قبل خسارة كل ما لديهم من أموال في الحساب.
سوء إدارة المخاطر
بعض المتداولين لا يمكنهم قبول حقيقة أنهم قد يخسرون في تداولاتهم و صفقاتهم. لذلك فهم لا يعملون أي حساب في حال حدوث ذلك. لكن الخسارة هي جزء لا مفر منه غي التداول. وتجاهل هذا هذه الحقيقة هي مجرد مكابرة وفكرة سيئة جدا. إذا كنت ترى إعداد ووضع استراتيجية إدارة المخاطر هو عمل يتطلب الكثير من الجهد. فيجب على المتداولين على الأقل تجنب المخاطرة بأموال لا يستطيعون تحمّل خسارتها.
فقدان السيطرة على النفس
التداول بأموال حقيقية يؤثر حتى على أكثر المتداولين عقلانية و يمكن أن يفقدوا تركيزهم في مرحلة ما. عندما يتعلق الأمر بالمال الحقيقي، من السهل الاستسلام للرغبة الملحة للقفز مباشرة في الصفقات واستخدام كل الأموال التي لديك. لكن التداول يتطلب خطة ومهارة مدروسة جيدا. عدم تقييد الحد الأقصى لحجم الأموال التي يمكنك تداولها سيؤدي في النهاية إلى كارثة.
نصائح لتجنب مصائد و أخطاء التداول
فيما يلي بعض النصائح حول كيفية تجنب هذه الأخطاء والفخاخ في التداول:
- دائما تجهّز للأسوء. مهما كنت واثق من نجاحك استراتيجيتك، فتأكد من وجود خطة احتياطية للخروج من السوق في حالة لم يتحرك السوق في صالحك.
- لا تعتمد على توقعاتك بشكل مطلق. حتى أشهر المؤشرات و أدوات التحليل الفني لا يمكن الوثوق بها في كل الأحوال،و عليك مراقبة حركة السعر للاتخاذ الإجراء المناسب بأقصى سرعة إذا لم تتحقق توقعاتك.
- ضع خطة تداول. خطة التداول هي أداة مهمة للحفاظ على الأمور تحت سيطرة عقلك و عدم الخضوع لمشاعرك واتخاذ قرارات متهورة.
- كن متفتح الذهن. إذا رأيت أن السوق قد تحرك عكس توقعاتك، فلا تكن صلب و عنيد، ولكن أعد ضبط استراتيجيتك وفقًا لذلك لتقليل خسائرك و حفظ أموالك.
- لا داعي للذعر. من الأفضل التمسك و العمل بإستراتيجية تداول واحدة ، و عدم التردد والقفز بين طريقة و أخرى لاتخاذ القرار. غيّر خطتك عندما تكون متأكد أن ذلك ضروري وحافظ على تركيزك.
الخلاصة
المعارف العامة يمكن أن تساعد المتداولين الهواة على فهم أساسيات التداول، ولكن من الخطأ الاعتماد فقط على ما تعلمته من دورة المبتدئين. انتبه أكثر إلى تحرك و تغيّر الأسعار في السوق، و حاول التأقلم معها بمرونة دون التشبث بتوقعاتك السابقة إذا كانت خاطئة. و مع إستراتيجية جيدة لإدارة المخاطر، يمكنك تجنب الوقوع في أغلب الأخطاء المنتشرة بين المتداولين المبتدئين.