كيف تتفوَّق في التداول في عام 2023
القاعدة الأساسية للتداول بسيطة جدًا: من لا يفوز يخسر. في التداول لا يوجد تعادل. إذا لم تكن من بين المتداولين الذين تمكَّنوا من تحقيق أرباح من صفقاتهم، فأنت إذا قد خسرت. لهذا السبب من الأهميّة بمكان أن تبقى دائمًا في قمة مستواك وأن تركز على أن تكون في النهاية من الرابحين.
يُقدِّم لك هذا المقال عشر نصائح لتتفوَّق في التداول وتتعلَّم المهارات التي يجب عليك تطويرها و صقلُها لتحقيق أفضل النتائج.
نصائح للتفوّق في التداول
أن تصبح متداولًا ناجحًا ليس بالأمر السهل. يجب عليك العمل بجِدٍّ إذا كنت تريد جني أرباح جيدة والاعتماد على التداول كمصدر دخل. فيما يلي قائمة ببعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في بناء خبرتك وتطوير المهارات المطلوبة لتصبح الأفضل في التداول.
استثمر في التعلّم
قبل أن تبدأ بالتداول، يجب أن تعرف آلية عمل الأسواق المالية. التداول ليس مُقامَرة، فهو يتطلَّب الكثير من التخطيط والبحث والتحليل إذا كنت ترغب في تحقيق الأرباح عن طريقه. إنّ فهم العوامل التي تؤثر على حركة الأسواق وكيفيّة استخدام هذه المعرفة لمصلحتك أمرٌ بالغ الأهميّة. ولتحقيق ذلك، يجب عليك دراسة التحليل الفنّي واستراتيجيات إدارة المخاطر والأدوات والمؤشرات ونماذج الرسوم البيانية وغيرها من المعلومات التي ستساعدك على اتخاذ قرارات تداول موضوعيّة ومُستنيرة.
شركة FBS تقدم مجموعة واسعة من المواد التعليمية للمتداولين مهما كان مستوى مهارتهم، لذا تأكّد من دراستها للحصول على أفضل تعليم حول التداول والأسواق المالية عمومًا.
ضع خطَّة تداول
تُعدُّ خطَّةُ التداول أمرًا ضروريًا و أساسيًا لكل متداول سواء كان مبتدئًا أو محترفًا. تتضمن الخطَّة مجموعة من القواعد التي يُفتَرض بالمتداول أن يتَّبعها في أثناء إجراء عمليات التداول، وتُحدِّدُ الخطَّة توقيت التداول وحجمه ونقاط الدخول والخروج وتدابير إدارة المخاطر وتفاصيل أخرى مهمة حول ذلك. يعتقد بعض المتداولين أن خطَّة التداول غير ضرورية، لكنهم سيدركون عاجلًا أم آجلًا أنّه من المستحيل التركيز والتّحكم في المشاعر دون خطَّة توجِّهَهُم نحو بلوغ أهدافهم.
أتقِن استراتيجية واحدة في كل مرة
كما يقول المثل: "كثير الكارات قليل البارات". إذا لم تَصُبَّ تركيزك و اهتمامك على استراتيجية معيَّنة في كل مرة، فإنك تُعرِّضُ نفسك لخطر عدم التّمكن من تطوير أيٍّ منها. بالتركيز على استراتيجية واحدة، سوف تتعلم أكثر عن السّوق وكيفية تحقيق أهدافك، كما ستكتشف أيضًا تلك الفعّالةٌ منها وتلك التي لا جدوى منها على الإطلاق. بمجرد أن تصل إلى مرحلةٍ تكون فيها قادراً على تحقيق أرباحٍ جيدةٍ ومستقرةٍ من استراتيجية ما، حينها يمكنك الانتقال إلى استراتيجيات أخرى لتتعلَّم طرقًا جديدةً لكسب المال من التداول.
على سبيل المثال، في حالة وجود تقلُّب شديد في أغلب الأسواق المالية، فمن الحكمة الالتزام باستراتيجية المضاربة بدل الاستثمار على المدى الطويل، حيث من الممكن عندئذٍ أن يتأثر السعر بسهولة بسبب المشكلات الجيوسياسية.
لا تحاول تخمين اتجاه الأسواق
بالرغم من أنّ استخدام أدوات التداول والمؤشرات يمكن أن يوفِّر لك معلوماتٍ حول الاتجاه الحالي، إلّا أن محاولة التنبؤ باتجاه الأسواق من مصادر خارجية قد ينعكس سلبًا عليك، خاصة عندما يتعلَّق الأمر بعمليات التداول الحالية. على سبيل المثال، إذا قرأت تقريرًا أخباريًّا يَزعُم أن سعر السهم الذي اشتريته سيرتفع، قد يجعلك ذلك تتردَّد في بيعه حتى لو بدأ سعره بالانخفاض. محاولة تبرير قراراتك عن طريق البحث عن مصادر تؤيد رأيك أمرٌ خطير. فقد يُسيطر ذلك عليك ويُؤثّر على محاكمتك للأمور ويجعلك تنساقُ وراء عاطفتك فيما يتعلق بصفقاتك بدلًا من اتخاذ قرارات عقلانية.
لا تتجاهل فرص التداول
كما يقال، الممارسة و التكرار هما مفتاح التعلُّم. في كل مرّةٍ تتداول فيها سترى في ذلك فرصة جيِّدةً ومهمَّةً لصقل مهاراتك وإتقان فنّ التداول. يمنع كلٌّ من الخوف و انعدام الثقة في النفس الكثير من المتداولين من اغتنام الكثير من فرص التداول، فقد يتردَّدون في فتح صفقاتٍ جديدةٍ خوفًا من الفشل أو بحثًا عن فرصة تداول مثاليّة ربما لن تأتي أبدًا. ما لم تُجرِّب، لن تكتشفَ أبدًا ما إذا كانت صفقةٌ ما ستنجح أم لا. حتى الخسارة يُمكن أن تكون درسًا مفيدًا يساعدك في تجنِّب أخطاءٍ مماثلةٍ في المستقبل في صفقات أكثر أهميّة.
اخرج من صفقاتك في الوقت المناسب
يجب أن تُتقِن أمرًا آخرًا أيضًا إذا أردت النجاح في التداول؛ وهو الخروج من الصفقات في الوقت المناسب. ما أسهل القول مقارنةً بالفعل في حالةٍ كهذه، خاصّةً إذا كنت تعتقد أن هناك فرصةً لاستمرار تحرُّك السعر في الاتجاه الذي ترجوه. إن التفكير بعقليَّة كهذه في مجال التداول أمرٌ محفوفٌ بالمخاطر، لأن السعر قد يتحوَّل فجأةً، مما قد يتسبَّبُ لك بخسارة جميع أرباحك المحتملة.
يمكن أن يَحدُثَ الأمر نفسه أيضًا عندما يتحرَّك السعر ضدَّك و تبقى مُتمسِّكًا بالأمل في أن يُغيِّر السعر اتجاهه بدل أن تفكر في الخروج من الصفقة لتقليص الخسائر. قد لا يُغيّر السعر اتجاهه أبدًا، لذا كلَّما طال انتظارك، زادت خسائرك. إن خرجت مثلًا من صفقة ما بربحٍ ضئيلٍ أو دون ربح على الإطلاق، فإن ذلك بالطّبع أفضل بكثير من أن تخسرَ كل المال الذي استثمرته في التداول أو ربما أكثر.
قيِّم جميع مخاطر التداول المستقبلية
عند التداول، هناك دائمًا خطر حدوث شيء غير متوقع. لذا قبل فتح صفقة تداول، يجب عليك تقييم جميع المخاطر المالية المحتملة التي قد تترتب على ذلك. يمكن أن يساعدك هذا في اتخاذ قرارات مستنيرة حول حجم تداولك و مقدار المال الذي تستطيع استثماره في التداول. ينصح الكثير من المتداولين المُتمرِّسين بعدم المخاطرة بأموال أكثر مما تستطيع تحمّل خسارته في صفقة تداول واحدة. لذا فإذا كنت متداولًا مبتدئًا، يمكنك في البداية استثمار رأس مال صغير قليل المخاطر، وزيادته تدريجيًا مع اكتسابك للخبرة.
تدرَّب باستخدام حسابٍ تجريبيّ
تُقدِّم العديد من شركات الوساطة، بما فيها شركة FBS، خيارًا للمتداولين الجدد لاختبار مهاراتهم والتكيف مع سرعة التداول الحقيقية عن طريق منحهم حسابات تجريبيّة. الحساب التجريبي هو حساب تداول افتراضي يتيح للمتداولين التداول بأموال افتراضية ويستخدم بيانات السوق الحيّة لمحاكاة تجرِبة التداول الحقيقية.
حتى لو تعلَّمت كل الأمور النظريَّة المتعلَّقة بالتداول، فإن التطبيق العملي في السوق صعب جدًّا في البداية. لهذا السبب تُعَدُّ الحسابات التجريبية مهمةً جدًّا. فهي تساعدك على التأقلم مع تقلّبات الأسعار وقراءة نماذج الرسم البياني ووضع الأوامر واستخدام أدوات التداول الضرورية. سوف يساعدك استخدام حساب تجريبي في بداية رحلتك في التداول على اكتساب ثقة أكبر وفهم عملي لكيفية عمل الأسواق المالية وسيُمهِّد ذلك الطريق أمامك عند استخدامك لأموالك في التداول.
طوّر العقلية الصحيحة
يمكن أن يكون التداول مجهدًا ومحفوفًا بالمخاطر، مما يمكن أن يؤثر بشدة على طريقة اتخاذك للقرارات. عندما تشعر بالتوتر، تميل إلى التصرف بناءً على الغريزة دون التفكير بعمق في خطواتك المقبلة، مما قد يؤثر سلبا على نتائج تداولاتك. يمكن أن يؤدي اتخاذ قرارات مُتسرِّعة واتباع العواطف في التداول إلى تكبّد خسائر كان من الممكن تجنُّبها بسهولة.
لهذا السبب يُعدُّ تطوير عقليَّة سليمة أمر مهم جدا في التداول. يمكن أن يساعدك التفكير بإيجابية والابتعاد عن المشاعر السلبية مثل الخوف والقلق في تجنُّب اتخاذ قرارات مُتسرِّعة ورؤية الصورة الأكبر للسوق وإيجاد حلول حتى في أصعب المواقف.
التزم الانضباط
يُعَدُّ الانضباط من أهم خصائص التداول الاحترافي. فهو يساعدك على التركيز على تداولاتك واتّباع قواعد استراتيجية التداول دون أن يتشتَّتَ تركيزك. يواجه المتداولون الذين يفتقرون للانضباط صعوبة في تحقيق أرباحٍ مستدامةٍ من التداول، إذ يتطلَّب الأمر اتباع منهجية مُحكَمة لتحقيق الأهداف. تعلّّم كيفية السيطرة على مشاعرك وتجاوز العواطف العابرة التي تُشوِّش على استراتيجيتك، فهذا أمر بالغ الأهمية إذا كنت تريد أن تصبح متداولًا ناجحًا وأن تتفوَّق في أسواق التداول.
ما هي المهارات التي تحتاجها لتتفوَّق في التداول
الآن بعد أن تعرَّفت على الأمور الأساسية التي يجب عليك فعلها لتصبح متداولًا أفضل، دعنا نلقي نظرةً على أهم المهارات التي يمكن أن تساعدك على التطوُّر و التفوّق في مجال التداول.
البحث والتحليل
إنّ إجراء البحوث و الدراسات المُعمَّقة عن ظروف السوق الراهنة وامتلاك القدرة على تحليل و تفسير المعطيات المتاحة بغية اتخاذ قرارات مدروسة في مجال التداول هما من أبرز المهارات عندما يتعلق الأمر بالتداول الاحترافي. يعرف المتداولون الناجحون الأدوات التي يجب استخدامها للحصول على بيانات مفيدة والمصادر الموثوقة والمعلومات المتعلِّقة بصفقاتهم.
إن مهارات البحث والتحليل ذات أهمية بالغة. تُعزِّز هذه المهارات قدرة المتداولين على تنقيح استراتيجياتهم ووضع خطط تداول مُحكَمة، إضافةً إلى تحديد النَّهج المناسب الذي يجب اتباعه في مختلف المواقف. تساعد هذه المهارات المتداولين على تحديد فرص التداول وتمنحهم معلومات حول نقاط الخروج المتاحة والمخاطر المحتملة، فهذا ما يتطلَّبُه التخطيط لصفقات ناجحة.
التكيّف مع تغيّرات الأسواق
إن امتلاكك لاستراتيجية تداول موثوقة ساعدتك سابقًا على إجراء العديد من الصفقات الناجحة هو أمر جيّد. ولكن يجب أن تعلم أيضًا أنّ الأسواق المالية عرضة للتغيّرات والتقلُّبات المستمرة. تُعَدُّ معرفتك لكيفية تغيير استراتيجياتك وخطط تداولك بما يتناسب مع هذه التغيّرات بسرعة وبكفاءة مهارة مفيدة، خاصة إذا حدثت هذه التغيّرات ولديك صفقات مفتوحة. على سبيل المثال، تمرّ الأسواق في عام 2023 بفترة من عدم الاستقرار والتقلّبات العالية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بحركة الأسعار. لذلك، يتعيَّن عليك أن تكون متيقِّظًا دائمًا لرصد الإشارات المحتملة التي تدلُّ على اقتراب حدوث تحولات في السوق، و عليك أيضًا متابعة مؤشرات التداول والتحليل البياني للأسعار، ليتسنَّى لك مراجعة وتعديل استراتيجياتك بما يتوافق مع تلك التغيّرات.
التعامل مع الخسائر
يشعر المرء بسعادةٍ غامرةٍ عندما يحقّق سلسلة متوالية من التداولات الناجحة. ولكن، في التداول، كما في أي مجال آخر، ستتعرّض للخسارة في وقت ما، وهذا أمرٌ لا مفرَّ منه. عندما يمرُّ بعض المتداولين بأوقاتٍ عصيبةٍ كهذه، فإنهم يُصابون بالإحباط وقد يهجرون عالم التداول نهائيًّا.
يدرك المستثمرون و المتداولون المحترفون أن الانتصار الدائم ليس بالأمر الممكن، لكنهم يعلمون أيضا بأن الخسارة الدائمة ليست قدرهم. حتى بعد موجة من الخسائر، لا تزال هناك الكثير من الفرص الأخرى التي يمكن إيجادها و استغلالها لتحقيق أرباحٍ أكبر من الأموال التي خُسرت. ويبقى الأهمّ دائمًا تعلُّم كيفية التغلّب على المشاعر السلبية الناجمة عن خسارة الصفقات وكيفية البدء بحماس وعزم من جديد.
التعلُّم من أخطاء التداول
قد تكون بعض الأسباب التي أدّت إلى صفقات فاشلة خارجةً عن سيطرتك، لكن هنالك بالطبع خسارات أخرى كان من الممكن تجنُّبها لو أنّك تصرفت بشكل مختلف. تحدث الأخطاء دائمًا، لكنّها ليست بالضرورة أمرًا سيئًا. فهي تساعدك على النّمو و التّطور وفهم ما يجري. بناءً عليه، من المهم جدًّا أن تتعلَّم من أخطائك وأن تستخلص منها الدروس والعبر. يمكن أن يكون أمرًا صعبًا بالنسبة للمتداولين الذين يتهرَّبون من مواجهة أخطائهم. يتطلَّب التداول التطوير المستمر، كما أنّ معرفتك كيفية التعلّم من أخطائك وتصحيحها هي واحدة من أهم المهارات التي تحتاج إليها لتصبح متداولًا ناجحًا.
الخلاصة
ليس بالأمر السهل أن تصبح متداولًا ناجحًا. يتطلَّب ذلك الكثير من التفاني والصبر والانضباط والتطوير المستمر. باتباعك للنصائح و الإرشادات الموجودة في هذه المقالة وصقل مهاراتك، سيكون أمامك فرصةً كبيرةً لتصبح متداولًا محترفًا بحق وتعرف كيف تنجح و تتفوَّق في تداولاتك.