الجنس لا يشكل فرقا!
![pic1.jpg](/storage/uploads/images/1582189168-a22a794c036c06431e632f9d5e2e298f.jpg)
هل تعتقد أن المرأة لا يمكنها النجاح في السوق؟ هل تظن أن السيدات لا يمكنهن أن يكنّ خصما عنيدا أو مثالا يحتذى به في المجال المالي؟ هل تخشين دخول مجال "خاص بالرجال" أم ربما تتذرعين بذلك كي لا تبادري؟ في جميع الحالات، نوصي بقراءة هذا المقال. تشارككم FBS قصص نساء يمتلكن ميزة تفوق ما لدى الرجال في التداول، ويثبتن مقولة أن النجاح ليس حكرا على جنس معين.
دينا ميهتا
أول سمسارة بورصة (أنثى) في الهند- يبدو هائلاً، أليس كذلك؟ هذا هو اللقب الذي حصلت عليه دينا ميهتا كنتيجة لسنوات العمل الشاق التي كسرت فيها القوالب النمطية وكافة العقبات التي اعترضت طريقها.
ولدت دينا في عام ١٩٦١ وبدأت مسيرتها المهنية كمحاسبة قانونية ومستشارة مالية مختصة. خلال وقت قصير، كانت الصورة في ذهنها واضحة فيما يتعلق بالمهنة التي تريدها. في عمر الخامسة والعشرين، أنشأت مع زوجها شركة للأسهم (شركة وساطة) شهدت توسعا خلال مدة وجيزة.
تسارعت الأحداث على نحو ملحوظ — بالكاد بلغت الأربعين من عمرها، حين أصبحت ميهتا رئيسة لبورصة بومباي مع أكبر عدد من الأصوات التي سجلها أي شخص من قبل. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الأمر تم بالتوازي مع يوم المرأة العالمي في ٢٠٠١، يمكن القول أن له جانب رمزي يعني كل النساء، صحيح؟
استمرت فترة عملها في بورصة بومباي قرابة الست سنوات. بعد ذلك عملت كعضو في رابطة القطن الهندية، ومجلس خدمات الإيداع المركزي المحدودة، والمؤسسة الوطنية للدفع في الهند. بالنظر إلى ٣٠ عاما من الخبرة في مجال الوساطة، ربما كانت ميهتا الشخص الذي انتظرته طويلا البورصة الأقدم في آسيا. أدخلت ميهتا العديد من التحولات الأساسية على سوق الأسهم الهندية ونذكر منها إنشاء نظام «BOLT» في بورصة بومباي وخدمة الإيداع المركزي.
حصلت على العديد من الجوائز لقاء مساهمتها في القطاع المالي، وتعمل الآن كمدير إداري لشركة «Asit C Mehta Investment Intermediates» التي تعتبر إحدى أشهر شركات الوساطة الهندية في أيامنا هذه. تبدو ميهتا الحاصلة على جائزة « المرأة الاستثنائية» لعام ٢٠١٤ وفقا لاتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية خجولة جدا عند الحديث عن مجدها وثروتها. لكن هذا لا ينفي أنها حققت ثروة طائلة، وانتهى بها المطاف بالعيش في إحدى أكثر المناطق ثراء في جنوب بومباي، السفر بانتظام، والتحول إلى مثال تحتذي به كافة النساء حول العالم.
![pic2.jpg](/storage/uploads/images/1582189168-3304abdd147d8e140b2cef3201bd8372.jpg)
ليندا راشكه
تركت هذه المرأة بصمة واضحة في التاريخ، حيث أن استراتيجيات التداول التي وضعتها الأمريكية ليندا راشكه تعتبر من الأساسيات التي على كل مهتم بالفوركس الاطلاع عليها. في مطلع عشرينياتها، بدأت مسيرتها المهنية كعضو في بورصتيّ ساحل المحيط الهادئ وفيلادلفيا. اكتسبت خبرة سريعة في عدد من الأسواق، ثم أسست شركتها الخاصة «LBR». وبعد عشر سنوات احتل صندوق التحوط الخاص بها المرتبة ١٧ من بين ٤٥٠٠ عن أفضل أداء طوال خمس سنوات وفقا لمؤشر صندوق باركلي التحوطي.
إن مجموعة نهج التداول التي تتقنها هذه السيدة مثيرة للإعجاب. ومع ذلك يمكن القول بأنها مختصة بتداول عقود S&P 500 الآجلة على المدى القصير. عشر إلى خمسة عشر دقيقة ويكون الأمر قد قضي! فيما يقضي غالبية الأشخاص وقتا طويلا في حصر أفكارهم، تكون قد أنجزت صفقة تلو الأخرى! ما هو سرها؟ تقنيات تداول مجربة ومختارة بعناية وحكمة. حساء السلاحف، نظام التداول المضاد «Anti trading system»، الكرة والدبابيس «Momentum Pinball»، استراتيجية التداول «80-20»، الكأس المقدسة «Holy Grail»... وغيرها الكثير. من بين كل المبادئ الرائعة التي اقترحتها راشكه، كان للمذكورة أعلاه التأثير الأكبر على السوق.
لم تستخدم ليندا هذه التقنيات بكفاءة عالية فحسب، بل حرصت على مشاركة أفكارها وتوصياتها عبر محاضرات ألقتها في ٢٢ دولة ومن خلال الكتب التي ألفتها. وما زالت مساهماتها مصدر إلهام للمتداولين الذين يحلمون بمحاكاة النجاح الكبير الذي حققته فيما مضى عندما كسبت نصف مليون دولار خلال بضعة أسابيع فقط!
عملا بمبدأ: "اعمل بجدٍ، واحظَ بما تستحق من راحة!" أنهت ليندا راشكه مسيرتها المهنية الرائعة في عام ٢٠١٥. ومع ذلك، فإنها لا تزال تتداول عبر حسابها الخاص بصورة يومية. تقوم بهذا في عمر ٦١؟! نعم، لك أن تتخيل! الأمر يجري في الـ DNA الخاص بها دون أدنى شك!
![pic3.jpg](/storage/uploads/images/1582189169-bf11c575e76ed019bf6803784b7f7dc6.jpg)
آبي جوزف كوهن
لا شك أنك سمعت بـ وول ستريت، وبالتالي فإنك على الأرجح سمعت باسم آبي جوزف كوهن إحدى أبرع المتداولات في عصرنا هذا، والخبيرة الاقتصادية السابقة في مجلس الاحتياطي الفدرالي في واشنطن ثم المديرة الاستشارية والمخططة الاستراتيجية الاستثمارية في مؤسسة غولدمان ساكس الغنية عن التعريف.
جمعت آبي بين شغفها بالرياضيات ودبلوم ثم ماجستير في علوم الاقتصاد لتتمكن من بناء أنماط وموديلات رياضية خطوة بخطوة كما لو كانت لعبة ليغو. ليس أمرا سريعا على الأرجح، لكنه يقضي امتلاك فهم واضح لماهية الخطوة التالية مع التمتع بالعملية وبالنتيجة طبعا. كل ذلك بالتوازي مع تحقيق الأرباح وكسر الصورة النمطية للمرأة في عالم المال والأعمال.
ربما كان تنبؤ كوهين بالسوق الصاعدة في تسعينيات القرن الماضي الأمر الذي جعلها محط أنظار كافة المتداولين حول العالم. بالغت في بعض الأحيان، وكانت تملك أثرا قويا جعل الآخرين يأخذون كلامها دون نقاش. لسوء الحظ، أضر ذلك بكوهين نفسها. وخلافا للتحديات المعتادة التي تواجه السيدات في هذا المجال، فقد تعرضت لمساءلات إضافية تتعلق بتنبؤاتها وخاصة فشلها في توقع بعض الأحداث العالمية الكبرى كالأزمة المالية العالمية في ٢٠٠٨. وعلى الرغم من تصريحات كوهين الدائمة بأن توقعاتها وتحليلاتها تندرج ضمن إطار زمني قصير، فقد تم استبدالها في نهاية المطاف بديفيد كوستين كرئيس لقسم التوقعات في "الشركة" أو «The Firm» (الاسم المهني لغولدمان ساكس).
كلنا نرتكب الأخطاء، وسنجد دائما من لا يعجبه ما نقوم به. سواء في السراء أو الضراء، استحقت كوهين احتراما وتقديرا لا متناهيا نظرا لمساعدتها الآخرين على كسب الملايين تماما كما حققت بنفسها. أن تلقب بحوت وول ستريت ويتم الإجماع على كونها إحدى أنجح السيدات في العالم — هذا أمر يعني الكثير!