المحللون الكميون – نخبة المتداولين
إذا كنت ترغب في احتراف التداول بحقّ، فإن النادي الأكثر تميزًا الذي قد تحلم بالانضمام إليه هو نادي التداول الكمي. من يمكنه الحصول على تصريح VIP للانضمام إلى مجتمع المتداولين الكميين؟ الجواب بسيط: من يجمع بين الهوس والتدبير المالي في آن. يحصل المحللون الذين يعملون في هذا المجال على متوسط رواتب مذهل يبلغ 150000 دولار في السنة. هل يمكنك أن تصبح من هؤلاء العباقرة؟ وهل هم على تلك الدرجة من الذكاء؟ سنكتشف ذلك معا.
لنبدأ بالمصطلحات أولا
تبرز الأتمتة كأحدث صيحات التداول مؤخرا، مما قد يخلق التباسا بين مفهومي التداول الآلي ونظيره الكمي. يملك هذان النوعان اختلافا طفيفا في المعنى.
في التداول الآلي، يضع المتداولون قواعد إدارة الأوامر والصفقات ثم يتركون الأمر لبرمجية خاصة لتعمل بالنيابة عنهم. لذا، بعد برمجة البيانات الأولية بصورة مسبقة، لا يعتبر الإنسان مشاركا في العملية بعد الآن.
في التداول الكمي، يستخدم المحترفون الصيغ الرياضية والإحصائية المتقدمة لتنفيذ استراتيجيات التداول الخوارزمية المعقدة. المفتاح هنا هو تفسير الأحداث التاريخية للسوق وإنشاء سلسلة من الإجراءات التي قد تساعد في التنبؤ فيما إذا كان سينتج عن هذه الأحداث صفقات رابحة محتملة. يمكن تطبيق النماذج الجاهزة تلقائيا ويدويا. يتم استخدام التداول الكمي في الغالب من قبل صناديق التحوط، ولكن يمكن لبعض الأفراد الأثرياء أيضا تعيين خبير كمي لمضاعفة أرباحهم بصورة خيالية من خلال اتباع أكثر الأساليب تطورا.
أوكي جوجل. أصبح كل شيء واضحا وضوح الشمس الآن.
هل بوسعك أن تصبح متداولا كميا؟
ضع في اعتبارك أن الراتب الكبير ينطوي على عمل مكتبي ومسؤولية كبيرة. لذا، إذا كنت من محبي البيجاما وارتداء النعال مع إمكانية التمتع بفنجان القهوة على مدار الساعة وتأجيل الواجبات والأعمال باستمرار، فإن التداول الكمي ليس لك. فيما يلي قائمة بالمهارات والمؤهلات التي يجب أن يدرجها أي محلل كمي في سيرته الذاتية.
مؤهل فنيا
لا بد من امتلاك أساس أكاديمي متين في الرياضيات والإحصاء. يجب أن تكون قادرا على البرمجة بلغات مختلفة (Phyton و Java و C++، وغيرها)، واتباع نهج التفكير المنطقي في كافة الخطوات التي تقوم بها، إضافة إلى التشفير وفك الشيفرات بسرعة عداء أولمبي، مع التفكير كفيلسوف يوناني حكيم.
ملمّ بالسوق
لتندمج في السوق، يجب أن تعرفها من الألف إلى الياء. لا يكفي أن تفهم تقنيات التداول. يجب أن ترى الكون المالي بعيون فريدة لتتبع العلاقة بين الأحداث الاقتصادية والسياسية وسلوك المتداولين الناجم عنها.
عادةً ما يقوم المحللون الكميون بتحليل أوراق عمل ودراسات حالة متعددة لإجراءات الشركات فيما يتعلق بهذا السهم أو تلك السلعة أو غيرها من المشتقات المالية. استنادا إلى هذه المعلومات، يستطيع هؤلاء الخبراء بناء خوارزميات لائقة للتنبؤ بحركة السعر.
غُص إلى الأعماق لتصير متداولا لا يشق له غبار!
تركيز عالٍ
خطأ صغير قد يكلف الكثير من الدولارات. لذا، فإن "دائما بالمرصاد" هو أفضل شعار تطبعه على قميص شركتك.
حسّ الابتكار
لا يكفي أن تكون مبرمجا جيدا وأن تملك مهارة التعامل بأرقام كبيرة. يجب أن تكون مبدعا دائما بشأن رؤيتك السوق ومستجداتها. كن جريئا وجرّب حلولا غير تقليدية لأنك لا تعرف أبدا ما قد ينجح منها. يعتبر التحليل الذاتي ومهارات التدريب نقاطك المرجعية الحاسمة في عالم التقنيات السريعة. إليك بعض المجالات التي يمكنك دراستها. على سبيل المثال، التعلم الآلي أو التعلم العميق، الهندسة المالية، الاقتصاد القياسي، تحليل السلاسل الزمنية، وما إلى ذلك. لا ترضى عما حققته أبدا — كن تواقا لمزيد من المعرفة!
19
20
حسنا، هناك الكثير من المعلومات للتفكير فيها. خذ وقتك، وبمجرد أن تكون مستعدا — امضِ قدما لمعرفة المزيد.
لا تجرّب هذا في المنزل!
ضع في اعتبارك أن المحللين الكميين يعملون عبر أسرع أجهزة الكمبيوتر في العالم والتي تمتلك كميات هائلة من البيانات المتاحة للشركات الكبيرة فقط. هذا يعني أن مواردهم لا حصر لها بينما مواردك محدودة. وبالتالي، لا تقارن نفسك بالصورة المثالية التي نصفها هنا، ولا تحاول أن تحاكي عملهم في مكتبك المنزلي.
تتمثل المكونات الرئيسية الأربعة التي ترسم معالم عمل المتداول الكمي بـ:
- 25
في هذه المرحلة، يتم جمع كافة المعلومات التي يمكن استخدامها لتطبيق التحليل الكمي وتحديد أفضل استراتيجية للعميل. ما هو تواتر التداول المفترض؟ هل تنسجم مع مجموعة الاستراتيجيات الجارية بالفعل؟ هل هي مثالية إلى الحد المطلوب؟ يجب الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها الكثير. يُنظر إلى هذه المرحلة على أنها مخصصة لجمع البيانات وتتضمن لحظات من المفاضلة وصولا إلى اختيار أفضل حل ممكن في نهاية المطاف.
- الاختبار الخلفي (اختبار الكفاءة)
وهي تمثل العمود الفقري لأي نمط من التداول الآلي، حيث تنطوي على اختبار الاستراتيجية المختارة في العالم الحقيقي المكرر. استنادا إلى البيانات التاريخية من الماضي، تختبر أجهزة الكمبيوتر العملاقة كيفية أداء الاستراتيجية في السوق وهل ستكون رابحة بما فيه الكفاية. على الرغم من كونها خطوة ضرورية في التداول الكمي، إلا أن نتائج هذه الاختبارات الخلفية لا تضمن أي شيء، لكنها توفر أرضية إضافية للخبراء للاعتماد عليها.
- التنفيذ
وهي المرحلة التي يقوم فيها المحلل الكمي بإطلاق استراتيجيته في السوق. تنتج عن هذه الاستراتيجية صفقات يتم تنفيذها إما تلقائيا/بصورة نصف تلقائية (تداول بتواتر عالٍ) أو يدويا (تداول بتواتر منخفض) عبر وسيط.
- إدارة المخاطر
تتمثل الحصة الأخيرة من كعكة التداول الكمي بـ إدارة المخاطر التي تتضمن كافة الأحداث المحتملة التي قد تحول دون عمل الاستراتيجية بالصورة المخطط لها.
خلاصة القول: نعم أم لا؟
بالتأكيد ليس هناك ضرر من الطموح ورفع سقف الأحلام. إذا كنت قد بدأت للتو طريقك إلى جنة التداول الكمي، فابق منضبطا، واعمل بجد، وقاوم الضغوط. استعد للعمل لساعات طويلة ستجني ثمارها المشتهاة في نهاية المطاف.
لتصبح خبيرا، يجب أن تمتلك رغبة كبيرة في الغوص إلى أعماق عالم الاستثمار. إذا كنت تنظر إلى نفسك كمبدع وليس مجرد مؤدٍّ، فإن التداول الكمي هو خيارك الأمثل.
يتطلب الأمر أعصابا حديدية وقدرة على تحمل الصعاب، لكن الوصول إلى مصاف النخبة يتطلب عملا جادا. لا تكتفِ بالاسترخاء في غرفة نومك بل تحلى بالجرأة الكافية لدخول عالم التداول التكنولوجي. انضم إلينا!
