التعزيز العشوائي: لماذا يخسر المتداولون المال
هل تواجه صعوبات في التداول؟ هل بدأت في خسارة المال بعد فترة طويلة من الصفقات الناجحة؟ يواجه العديد من المتداولين نفس المشكلة ولا يمكنهم فهم السبب. ولكن قبل أن تقرر تغيير استراتيجيتك بشكل جذري أو تتخلى عن التداول بشكل كامل، قد ترغب في التعرف على شيء يسمى التعزيز العشوائي وكيف يمكن أن يكون مسؤولاً عن إخفاقاتك في التداول.
أهم الدروس المستفادة
- التعزيز العشوائي ظاهرة نفسية تشجع على السلوك السيئ وتعاقب السلوك الجيد.
- يجعل المبتدئين يعتقدون أنهم أكثر مهارة في التداول مما هم عليه في الواقع، بينما يبدأ المتداولون المتمرسون في الشك في أنفسهم.
- لمكافحة التعزيز العشوائي، يحتاج كل من المتداولين الجدد والمتمرسين إلى البحث عن إستراتيجية تداول قوية وتطويرها. فإذا صمدت هذه الاستراتيجية أمام اختبار الزمن، لن يشك المتداولون في كفاءتها.
ما هو التعزيز العشوائي؟
على الرغم من أنه غالباً ما يتم ذكره في سياق التداول، فإن التعزيز العشوائي هو في الواقع مفهوم نفسي. ويشير إلى ميل متناقض لرسم الارتباط بين أفعال الفرد والحدث العشوائي.
في التداول، يحدث هذا عادةً عندما يختبر المتداولون النجاح أو الفشل ويعتقدون أن السبب وراء ذلك هو مهارتهم أو انعدامها. عادة، يكون هذا التخمين صحيحاً. ولكن عندما يحقق متداول هاوِ عدة انتصارات متتالية ويبتلي متداول متمرس بسلسلة خاسرة، فلا علاقة للمهارة بذلك. كل ذلك بمحض الصدفة. لكن على الرغم من ذلك، يجهل هؤلاء المتداولون هذه الفكرة ويقعون في فخ التعزيز العشوائي.
كيف يؤثر التعزيز العشوائي على التداول؟
قد تقول، “لكن أليس من الجيد للمتداولين الجدد الحصول على تعزيز الثقة؟” أو “حسناً، في بعض الأحيان يحتاج المتداولون المتمرسون إلى تغيير الأمور، فهذا ليس أمراً سيئاً.” لكن سبب اعتبار التعزيز العشوائي ضاراً هو أنه يخلق رواية خاطئة.
لا يمكن التنبؤ بحركات السوق. والطريقة الوحيدة التي يمكن للمتداولين من خلالها النجاح على المدى الطويل هي التكيف مع طبيعتها العشوائية. لذلك عندما يحالف الحظ المبتدئين تماماً في البداية، يمكن أن يعاكسهم بعدها. قد يعتقدون أنهم وجدوا طريقة سهلة لكسب المال في عالم التداول. لذا بدلاً من تطوير مهاراتهم وتعلمهم وتحسين فهمهم للسوق، فإنهم يراوحون مكانهم. ولكن سرعان ما سيتضح أن هذا التكتيك لا يعمل دائماً وسيحتاجون إلى الاطلاع أكثر على التداول للحصول على ربح ثابت لـ حساب التداول الخاص بهم.
بالنسبة للمتداولين ذوي الخبرة، يمكن أن يسبب التعزيز العشوائي الكثير من المشاكل. فقد يبدأون في الشك في مهاراتهم ونهجهم الكامل في التداول عندما يرون أن استراتيجيتهم الموثوقة لم تعد تعمل. وعندما تفشل استراتيجيتهم الجديدة، فقد يعتقدون في الواقع أنهم فقدوا مهارتهم وقد يتركون التداول.
لذا، كما ترى، يعدّ التعزيز العشوائي أمراً خطيراً لأنه يعاقب على السلوك الجيد ويشجع على السلوك السيء، مما يؤدي إلى الارتباك وفشل التداول.
لماذا يحدث التعزيز العشوائي؟
إنها مجرد طبيعة بشرية. نبحث كبشر عن جوهر الأشياء. يصعب علينا قبول وجود أحداث عشوائية. أي أننا لا نستطيع السيطرة على كل شيء. لذلك فإن المتداولين المبتدئين يعزون نجاحهم على الأرجح إلى موهبتهم الطبيعية وليس لمحض الصدفة. يحدث الشيء ذاته للمتداولين ذوي الخبرة. إذ يبدأون بالقلق بشأن أدائهم ونقص المهارة في حين أن إخفاقاتهم في التداول هي مجرد حظ سيء.
أمثلة على التعزيز العشوائي
لنطلع على بعض الأمثلة حول كيف يقع المتداولون في فخ للتعزيز العشوائي.
“نابغة” التداول
بيتر متداول جديد أنهى للتو دورة المبتدئين. يعرف بيتر الآن أساسيات التداول المتعلقة بحركات السوق والمخططات البيانية والاستراتيجيات البسيطة وبعض المعلومات الأخرى. كما أنه يتابع الأخبار ويراقب سوق الأسهم. بالمجمل، بيتر مثله مثل أي متداول طموح آخر.
ومن ثم قرر بيتر أن يجرب أخيراً التداول الحقيقي. لقد تدرب بالفعل مستخدماً حساب تجريبي، لذا فهو يعرف معلومات بسيطة حول كيفية التداول في السوق الحقيقي. على الرغم من أنه لم يعدّ أبداً أي استراتيجيات أو خطط، إلا أن بيتر ليس قلقاً. لكنه سيضطر لفعل ذلك عاجلاً أم آجلاً.
عندما فتح المخططات البيانية أخيراً، رأى أن أحد الأسهم في ارتفاع حالياًً. يشتري بسرعة بضعة لوتات وينتظر. يرتفع السعر أكثر، وسرعان ما يبيع بيتر اللوتات. لقد ربح المال بالفعل! يشعر بيتر بالغبطة، ويتابع. يكرر هذه الإجراءات لبعض الوقت ويستطيع الربح من جميع تداولاته. ويعتقد بالفعل أن الأمر بتلك السهولة! لماذا يقضى الكثير من الوقت في محاولة حفظ كل هذه الأنماط والاستراتيجيات؟ إنه يجيد ذلك بدون أن يستخدمهم. إنه ماهر بالفطرة في التداول.
ولكن مع مرور الوقت، بدأت موهبة بيتر المكتشفة حديثاً في خذلانه. حيث لم يعد يجني الأرباح من صفقاته. وبدلاً من ذلك، بدأ رصيده في النفاذ وعمولته في التراكم. يحاول فتح المزيد من المراكز للتعويض عن خسائره، لكن تذهب كل جهوده سدى. سرعان ما ضاعت كل أمواله، لكنه لم يفهم كيف حدث ذلك. لقد كانت الأمور تسير على ما يرام، أليس كذلك؟
هذا مثال حي لما يمكن أن يفعله التعزيز العشوائي للمبتدئين. يمكن أن يتسبب التداول بدون خطة مناسبة واستراتيجية لإدارة المخاطر في سلسلة من إخفاقات التداول ويدمر حساب المتداول بسرعة.
إليك أفضل استراتيجية تداول يومي ناجحة
خبير غير كفء
سيوضح هذا المثال كيف يمكن أن يؤثر التعزيز العشوائي على المتداول المتمرس.
لدينا مارينا، متداولة محترفة منذ 6 سنوات. لقد قطعت شوطًا طويلاً منذ محاولاتها الأولى غير الناجحة في التداول. لقد تعلمت من أخطائها، ووضعت استراتيجية جيدة وخطة لإدارة المخاطر. إنها تعرف أهداف الربح الخاصة بها، ونقاط الدخول والخروج، وكيفية إبقاء عواطفها تحت السيطرة، ومكان وضع أوامر الإيقاف. إنها تجني ما يكفي من التداول لتعيش حياة مريحة، وهي حريصة دوماً على تحسين مهاراتها.
ولكن في مرحلة ما، يبدو أنها لا تستطيع كسر سلسلة الخسارة. تنهار صفقاتها، وتبدأ خسائرها في التراكم، وتشعر بالإحباط. تستمر مارينا في مراجعة استراتيجيتها، وتتحقق مما إذا كانت تفعل شيئاً خاطئاً، ولكن لا يبدو أن استراتيجيتها لا تجدي نفعاً بعد الآن. حتى أنها تأخذ استراحة للاسترخاء قليلاً، لكن الأمور لا تتحسن.
تيأس مارينا وتتخلص من استراتيجيتها القديمة وتقرر استخدام استراتيجية أخرى لم تختبرها بعد. ولكن لا يجدي ذلك نفعاً. بدأت تعتقد أنها ربما فقدت بطريقة ما كل مهاراتها وفهمها لكيفية عمل السوق. بدأت تعتقد أنها ربما فقدت بطريقة ما كل مهاراتها وفهمها لكيفية عمل السوق. لم تعد تشعر بالثقة، وحتى التفكير في التداول يجعلها قلقة. في النهاية، قررت ترك التداول تماماً.
كما ترى، حتى المتداولين المتمرسين يمكن أن يقعوا ضحية التعزيز العشوائي. تماماً مثل مارينا، يبدأون في التشكيك بمهاراتهم ومعرفتهم بدلاً من إدراك أنها مجرد مصادفة مؤسفة.
تعرف علي استراتيجيات التداول المتأرجح
كيف يمكنك تجنب التعزيز العشوائي؟
الطريقة الأسهل للمبتدئين والمتخصصين في التداول لتجنب التعزيز العشوائي هي إعداد إستراتيجية تداول قوية. فكر في مستوى المخاطرة المفضل لديك، وحاول العثور على أفضل نقاط الدخول والخروج، وطوّر خطة لإدارة المخاطر ودوّن كل ذلك. إذا كانت استراتيجيتك تعمل على مدى فترة طويلة من الزمن، فالتزم بها مهما حدث. حتى إذا بدأت فجأة في خسارة صفقاتك، فلا داعي للذعر ولا تحاول تغيير شيء أثبت أنه مفيد على مر السنين. ستساعدك إستراتيجيتك المدروسة جيداً في التغلب على أي عقبات طالما أنك واثق في مهاراتك.
شيء آخر مهم لأي خبير هو ألا يتوقف عن التعلم أبداً. تعرّف على المبادئ الرئيسية للتحليل الأساسي في التداول، وادرس أدوات التحليل الفني، ولا تتوقف أبداً عن البحث عن طرق جديدة لتحسين فهمك للسوق. عندما تكتشف أخيراً كيفية عمل التداول، سيصبح من الأسهل العثور على طرق للتكيف مع عدم القدرة على التنبؤ بالسوق وإيجاد طرق جديدة لتحسين استراتيجيتك.
الخلاصة
يعتبر التعزيز العشوائي أحد أكثر الطرق شيوعاً التي يخسر بسببها المتداولون أموالهم. يمكن أن يجعل المتداولين الجدد يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء عن التداول بينما يبدأ المتداولون المتمرسون التشكيك بمهاراتهم.
غالباً ما تكون تحركات السوق غير متوقعة وعشوائية. الطريقة الوحيدة التي يمكن للمتداولين من خلالها تجنب فشل التداول هي من خلال إعداد إستراتيجية تداول مدروسة جيداً واستخدامها بغض النظر عن الظروف والأسباب. يمكن للمبتدئين في تداول الفوركس الحصول على الإلهام من الأدلة المختلفة ومعرفة المزيد حول استراتيجيات الفوركس للمبتدئين و أنشطة للمتداولين المبتدئين.