اجتماع الفيدرالي القادم: ماذا نتوقع؟ وعلى أي أساس سيرفع الفائدة 75 نقطة أو أكثر؟
سيرفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة في اجتماعه القادم يوم الأربعاء، 27 يوليو. وسنراقب ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيرفع 75 نقطة أساس أو 100 نقطة أساس. وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على قرار الفيدرالي لرفع الفائدة الأسبوع المقبل. من الناحية المثالية والنظرية، هدف البنك المركزي الأمريكي من استخدام أداة رفع الفائدة هو ترويض التضخم دون التسبب في ركود.
العوامل التي تؤثر على قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي!
لاتخاذ قرارهم بشأن النسبة المناسبة لرفع الفائدة، ينظر أعضاء اللجنة الفيدرالية في مقاييس التضخم الرئيسية مثل مؤشر أسعار المستهلكين، بالإضافة إلى مؤشرات النمو الاقتصادي مثل أرقام التوظيف للحصول على رؤية شاملة للاقتصاد.
1. التضخم:
يقيس مؤشر أسعار المستهلك (CPI) تضخم أسعار المنتجات والخدمات. ويوضح التغيير في هذا المؤشر مدى ارتفاع/انخفاض الأسعار خلال الشهر السابق. ويستمر التضخم في الولايات المتحدة في مفاجأة الجميع، بعدما جاءت آخر قراءة أعلى من التوقعات وقفزت إلى 9.1٪ في يونيو (أعلى مستوى منذ 40 عامًا)، مقارنة بـ 8.6٪ في مايو.
واستمرار سخونة التضخم والتوقعات بأن يظل مرتفعًا خلال الأشهر المقبلة، ستدفع الفيدرالي لاستمرار رفع الفائدة. لكنه لن يحتاج إلى رفعها بوتيرة أعنف من الحالية، لأن هناك بوادر على أن التضخم سيبدأ في الهدوء نسبيًا، وأننا على أعتاب تحول في نمو الأسعار.
والسبب هو انخفاض أسعار الطاقة والنفط، وهدوء ارتفاع الأجور لأن الشركات تعمل الآن على تخفيض نفقاتها من خلال وقف/إبطاء التوظيف لمواجهة ارتفاع الأسعار. ومع انخفاض أسعار السلع الأساسية - خاصة المواد الغذائية والمعادن الأساسية، قد يبدأ نمو الأسعار في الهدوء قليلًا.
ومن غير المرجح أن يستمر تراجع أسعار البنزين، مع احتمالات ارتفاع النفط مجددًا. لكن الانخفاض الأوسع في أسعار السلع الأساسية من شأنه أن يساعد في خفض الضغوط على التضخم الرئيسي.
2. بيانات التوظيف القوية واستقرار سوق العمل:
قد تكون بيانات البطالة القوية في الولايات المتحدة بمثابة حجة للاحتياطي الفيدرالي لرفع الفائدة أكثر. إذ زادت الوظائف غير الزراعية بمقدار 372 ألف في يونيو، ولكن ظل معدل البطالة عند 3.6٪، متحديًا المخاوف بشأن الركود. بشكل عام، يشير تقرير التوظيف لشهر يونيو إلى أن الاقتصاد ليس على أعتاب ركود ولا في حالة سخونة شديدة.
ولكن على رغم من قوة سوق العمل الأمريكي وثابته، لن يخاطر الفيدرالي بتسريع عمليات رفع الفائدة، خوفًا من أن الجهود المبذولة لاحتواء التضخم، إذا زادت عن حدها، ستؤدي إلى ركود وزيادة حادة في البطالة. فمع رفع الفائدة وتباطؤ الاقتصاد، قد يؤدي ذلك إلى زيادة البطالة بمرور الوقت.
متى سيرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة؟
زادت الرهانات على رفع أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة بعد ارتفاع التضخم في أمريكا إلى 9.1٪. وتهدف معدلات المرتفعة للفائدة إلى تهدئة الأسعار المشتعلة. ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن تأثير رفع الفائدة على الاقتصاد الأمريكي ستجبر الفيدرالي على رفع الفائدة بمقدار 75 نقطة فقط.
بشكل عام، السوق جاهز ومستعد لرفع 75 نقطة. وإذا أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة الفائدة بمعدل أبطأ في المستقبل، فقد يتراجع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى، بينما سيحصل مؤشر (S&P 500) على بعض الدعم.