هل سيهبط النفط إلى 60 دولار أم سيرتفع إلى 100 دولار في 2022؟!

اقرأ المقالة على موقع FBS الالكتروني

التنبؤ بأسعار النفط عمل صعب في أفضل الأوقات، ولكنه يزداد صعوبة مع استمرار فيروس كورونا ومتحوراته في تعليق خطط المستهلكين، وإخلال التوازن بين الطلب والعرض على النفط. كما تعمل الحكومات على تفكيك نظام الطاقة العالمي الحالي والتحول للطاقة النظيفة. وكل هذا يضع أسعار النفط وشركات الطاقة تحت ضباب عدم اليقين.

ونتوقع أن تنخفض أسعار النفط الخام في الأشهر المقبلة، إذ يبدو أن العرض سيتجاوز الطلب، وسنجد فائضًا في السوق يقلب الأوضاع. ولكن لا يعني هذا أن النفط لن يواصل مسيرة الارتفاع التي بدأها أواخر العام الماضي في 2022.

إذ قد يؤدي الفشل المحتمل لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، والعودة المتوقعة لارتفاع الطلب على النفط خلال موسم صيف، وعدم قدرة أوبك + على الالتزام بضخ الكميات المُتفق عليها من الإمدادات بسبب تباطؤ الإنتاج، إلى رفع أسعار النفط.

وستبدأ الأسعار في العودة إلى التوازن في الربع الأول من 2022. وسيبلغ متوسط سعر خام برنت 70 دولار للبرميل خلال 2022، وفقًا لتوقعات وكالة معلومات الطاقة ) EIA(.

» توقعات أسعار النفط والإنتاج والطلب:

توقعت وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن إنتاج النفط العالمي سيتجاوز الطلب خلال هذا العام.

إذ من المتوقع ارتفاع المعروض العالمي من النفط بمقدار 6.4 مليون برميل يوميًا في 2022، مقارنة بـ 1.5 مليون برميل يوميًا في2021.

بينما سيتوسع الطلب العالمي بمقدار 3.3 مليون برميل يوميًا في 2022، مقارنةً بـ 5.4 مليون برميل يوميًا في2021، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وقد يشهد الربع الأول من 2022 فائضًا قدره 1.7 مليون برميل يوميًا، وقد ينمو الفائض إلى 2 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني من 2022، وفقًا لتقرير الوكالة.

وهذا الفائض قد يدفع أسعار النفط إلى هدوء قليلًا والعودة إلى مستويات 70 دولار للبرميل خلال هذه الفترة.

» هل سيعود النفط إلى مستويات 60 دولار للبرميل؟

قد تكون أسعار النفط معرضة لخطر الهبوط إلى 60 دولار خلال الفترة المقبلة بسبب تباطؤ الطلب المرتبط بتطورات المتحور أوميكرون (Omicron)، وآثاره على الاقتصادات والإنتاج والطيران والسفر. فإذا:

  1. استطاعت أوبك + الوفاء بالتزاماتها من الإنتاج.
  2. واستعادت الولايات المتحدة دورها كمنتج مؤثر وعاد النفط الصخري الأمريكي بقوة إلى الساحة، الذي تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أنه على المسار الصحيح للوصول لأعلى مستوياته القياسية قبل الوباء.
  3. وإذا حدثت انفراجة في الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الغريبة، وعاد النفط الإيراني إلى السوق في 2022.

فقد ينهار سعر النفط إلى 60 دولار للبرميل. ولكنها ستكون فرصة شراء جيدة، لأن النفط تنتظره مسيرة ارتفاع على المدى الطويل خلال 2022.

» هل ستكون أوبك + قادرة على تلبية حصص الإنتاج المطلوبة منها في 2022؟

اتفقت أوبك +، التي تضم أعضاء منظمة أوبك وحلفاء من بينهم روسيا، على استمرار زيادة إنتاج النفط بنفس الوتيرة خلال فبراير القادم. إذ بدأت أوبك + في رفع الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا منذ أغسطس الماضي.

وتعمل أوبك + على إلغاء تخفيضات الإنتاج القياسية البالغة 10 ملايين برميل يوميًا، والتي فرضتها في 2020 بسبب الركود الناجم عن الوباء، وأن تُعيد ضخ هذه الإمدادات في السوق بذكاء ودون إغراقه حتى لا تنهار الأسعار مرة أخرى.

ووفق الخطط الحالية، ما زال هناك ثلاثة ملايين برميل يوميًا من التخفيضات لم تعود للأسواق بعد. وإذا استمرت الوتيرة الحالية، سيعود هذا النفط إلى السوق في سبتمبر 2022.

ولكن هناك مشكلة، لم تستطيع البلدان الأعضاء في أوبك + إنتاج الكميات المطلوبة منها في الأشهر الماضية من الأساس. ومن المرجح أن تستمر في ذلك في الأشهر المقبلة.

إذ تفتقر الدول الأفريقية الأعضاء في أوبك إلى القدرة والاستثمارات لتعزيز الإنتاج لديها مثل ما يحدث في ليبيا. وتشير التقديرات إلى أن روسيا تضخ وتصدر كميات أقل من حصتها. وأكبر منتجي الخليج العربي لديهم الوسائل وباستطاعتهم زيادة الإنتاج، ولكن سيكون على حساب تقليص طاقتهم الإنتاجية الفائضة.

وعدم قدرة التحالف على الوفاء بأهدافه الإنتاجية الجماعية، سيدعم أسعار النفط العام المقبل. وسيصبح نقص الإنتاج محركًا رئيسيًا لصعود النفط خلال 2022.

» هل من الممكن أن يقفز النفط إلى 100 دولار للبرميل خلال 2022؟

مع إعادة فتح الاقتصادات العالمية من الوباء، قد يتجاوز الطلب على النفط المعروض العالمي. وستختفي التوقعات بوجود فائض في الإمدادات في الربع الأول من 2022 نهائيًا، مع استمرار عدم قدرة أوبك وحلفائها من خارج أوبك بقيادة روسيا على تسليم الزيادة المخطط لها البالغة 400 ألف برميل يوميًا كل شهر.

وستتحول رواية فائض المعروض إلى قلة في المعروض، وقد تتلقى الأسواق صدمة صغيرة مع تزايد الطلب على النفط والوقود مع تعافي الاقتصادات، وبدء موسم القيادة خلال الصيف.

وهذا قد يدفع الأسعار إلى مستويات 85 - 90 دولار للبرميل خلال 2022.

كما من المتوقع أن تُبقي أوبك+ قبضتها الضيقة على الإنتاج، وهي وصفة ممتازة لدفع الأسعار لأعلى أكثر.

وعدم وجود النفط الإيراني في السوق، مع الفشل المحتمل لمحادثات الاتفاق النووي الإيراني، قد يفتح الباب للنفط لكسر 100 دولار للبرميل، خاصة إذا وصل التضخم وارتفاع تكاليف الإنتاج إلى قطاع خدمات النفط.

Amira Mohey

شارك مع أصدقائك:

المماثل

أحدث الأخبار

التسجيل الفوري

تحتفظ FBS بسجل لبياناتك لتشغيل هذا الموقع الإلكتروني. بالضغط على زر "أوافق", فأنت توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا.