التضخم البريطــــاني يهدأ بعض الشيء! ولكن الأسعار مرتفعة!
أظهرت بيانات بريطانية اليوم أن التضخم تباطأ في المملكة المتحدة في أغسطس بشكل غير متوقع إلى 9.9٪ على خلفية انخفاض أسعار الوقود، على الرغم من استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية واستمرار أزمة تكلفة المعيشة في البلاد.
وقال مكتب الإحصاء الوطني في تقريره: "كان الانخفاض في أسعار وقود السيارات أكبر مساهمة هبوطية في التغيير في كل من معدلات التضخم السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين (CPIH) ومؤشر أسعار المستهلكين (CPI) بين شهري يوليو وأغسطس 2022".
- أسعار الطاقة، تتحدث!!
وكانت من ضمن أهم أسباب تراجع أرقام التضخم الأخيرة بالمملكة المتحدة، انخفاض أسعار البنزين والتي تسببت في تخفيف وتيرة التضخم. حيث انخفضت أسعار البنزين 14.3 بنساً للتر بين شهري يوليو وأغسطس، وانخفضت أسعار الديزل أيضًا.
ويذكرّ أن ارتفاع أسعار الوقود، مدفوعة بالحرب في أوكرانيا، وتحركات لتقليل اعتماد أوروبا على النفط الروسي.
ولكن: استمرت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع في أغسطس، مما عوض جزئيًا عن انخفاض أسعار الوقود من الجهة الأخرى.
- السؤال الحقيقي هل تجاوزنا الذروة؟
بالنظر إلى المشهد العام، قد يبدو هذا السؤال سخيفًا، لأننا في دوامة أخرى هي أن المصادر الأخرى للتضخم لا تزال في ارتفاع؛ حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية خلال شهر أغسطس، بأعلى معدل منذ عام 1995، مدفوعة بأساسيات مثل الحليب والجبن والبيض، وكذلك ارتفاع الخدمات التي تؤثر بالتبعية على الأجور.
ومع ذلك، فإن الذروة، عندما تأتي، يجب أن تكون أقرب بكثير إلى ما وصلنا إليه الآن، ربما 11 أو 12٪، وقال بنك إنجلترا في وقت لاحق: إن التضخم قد يبلغ ذروته بأكثر من 13٪ هذا العام، التوقعات كثيرة..
- التحرك المرجّح!
تحاول البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بنك إنجلترا، السيطرة على التضخم المتصاعد عن طريق رفع أسعار الفائدة.
كان من المتوقع على نطاق واسع أن يقوم البنك برفع أسعار الفائدة مرة أخرى يوم الخميس، لكنه أرجأ هذا القرار بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، على أن يتم الإعلان عن قرار لجنة السياسة النقدية في 22 سبتمبر.
- ويقول الاقتصاديون إن البنك لا يزال من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة، على الرغم من هذا التراجع الطفيف في معدل التضخم.
- وعلى الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي ينخفض فيها معدل التضخم منذ سبتمبر من العام الماضي، وهذه البيانات مطمئنة للشركات، إلا أن ما يجب الإلتفات له هو أن: معدل التضخم يرجع إلى التغيرات في أسعار البنزين والديزل التي تحركها في الغالب الأسعار العالمية للنفط وليس العوامل المحلية.
وهذا ما أثبتته الأرقام حيث أن أسعار الخدمات والمنتجات البريطانية استمرت بالارتفاع في أغسطس.
- وهذه الضغوط المحلية: هي الشغل الشاغل لبنك إنجلترا الآن حيث تحقيق التوازن بين كل القطاعات التي تشهد ارتفاعات كبيرة في الأسعار، وعلى ذلك من غير المرجح أن نشهد أي تغير في توقعات رفع أسعار الفائدة عندما يجتمع بنك إنجلترا الأسبوع المقبل.
وفي نفس السياق: الأسبوع الماضي، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تروس عن حزمة مالية طارئة تضع حدًا أقصى لفواتير الطاقة المنزلية السنوية عند 2500 جنيه إسترليني (2881.90 دولارًا أمريكيًا) للعامين المقبلين، والتي من شأنها أن تقوم برفع بعض العبء عن الأسر والأفراد.