تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة الأمريكية...
(بلومبرج) (تقرير) - دائماً ما تدخل أول جمعة من معظم الأشهر ومعها فصلاً جديداً في تاريخ الحالة الاقتصادية للولايات المتحدة: تقرير الوظائف الشهري.
وهذا التقرير عبارة عن قائمة أرقام التي تظهر العديد من الردود المتفاوتة على نطاق واسع. وتدور أسواق الأسهم والسندات حول هذه الأرقام. ويحللها محافظو البنوك المركزية لتوجيه السياسات. وفي شهور أخرى، تدعم أجزاء مختلفة من البيانات وجهات النظر المتناقضة. ومال الرئيس دونالد ترامب، والذي كان تساءل سابقاً عما إذا كانت أرقام هذه البيانات دقيقة أم لا، نحو الجانب الإيجابي لها على تويتر.
ولفهم الإحصائيات، يجب معرفة لماذا وكيف يتم تجميع كل رقم.
- الوضع:
انخفض عدد الأشخاص الذين تقدموا للحصول على إعانات البطالة إلى أدنى مستوى منذ أكثر من أربعة عقود. وأضاف أصحاب الأعمال بالقطاع الخاص العديد من الوظائف لمدة سبع سنوات متتالية. بينما انخفضت نسبة الأشخاص الذين يعملون بدوام جزئي بدلاً من العمل بدوام كامل لأسباب اقتصادية. حتى أن معدل المشاركة، وهو مقياس أولئك الذين يعملون أو يبحثون عن وظائف، كان مستقراً بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى لم نشهده منذ السبعينيات. وبعد طول انتظار، بدأت الأجور في الصعود لأعلى.
- الخلفية:
يحظى مؤشرين من البيانات بأكبر قدر من الاهتمام عندما يصدر مكتب إحصاءات العمل الأمريكي تقريره الشهري عن وضع العمالة: معدل البطالة وعدد الوظائف المضافة أو المفقودة. ويحسب مكتب إحصاءات العمل الأمريكي معدلات البطالة عن طريق إجراء مسح على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 16 عامًا وغير منضمين للجيش أو في السجن أو مدرجين في المستشفيات العقلية. يتم سؤالهم عما إذا كانوا يعملون حاليًا، وإذا كانت الإجابة بالنفي، هل بحثوا عن عمل في الأسابيع الأربعة الماضية. وأولئك الذين توقفوا عن البحث عن عمل - سواء بسبب تقاعدهم أو بسبب فقدانهم الأمل في العثور على وظيفة - يعتبرون خارج القوى العمالة.
وتأتي البيانات من المسح السكاني، الذي يعاين حوالي 60.000 أسرة كل شهر. بالإضافة إلى معدل البطالة، فإن المسح السكاني، والذي يُعرف عمومًا باسم المسح الأسري، هو أيضًا مصدر للبيانات حول عدد الأشخاص الذين يعملون بدوام جزئي مقابل بدوام كامل، وكذلك معلومات عن العمر والجنس والتكوين العرقي للقوى العاملة. وعلى الرغم من أن الدراسة الاستقصائية للأسر المعيشية تحسب عدد الأشخاص الذين يعملون، فإن الأرقام الرئيسية عن عدد الوظائف الجديدة أو المفقودة كل شهر تصدر من برنامج إحصاءات التوظيف الحالي، الذي يدرس ويعاين حوالي 145.000 مؤسسة تجارية وحكومية. كما أنه يستخدم نماذج لتقدير عدد الأعمال والشركات التي تُنشأ كل شهر وكذلك التي تغلق.
ويصدر برنامج إحصاءات التوظيف الحالي بيانات عن عدد الأشخاص العاملين في كل صناعة، وكم يتقاضوا، وعدد ساعات العمل. وتفيد تفاصيل مسح الأسر المعيشية في فهم الطبيعة المتغيرة للقوى العاملة من حيث العمر والجنس والعرق والتعليم، بينما يكشف مسح المؤسسات (إحصاءات التوظيف الحالي) تفاصيل عن الصناعات التي تنمو والأخرى التي تتقلص.
- الحجة:
يعتقد العديد من المحللين أن التركيز على التغييرات الشهرية هو أمر مضلل. إذ يتغير العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعملون بنسبة حوالي 0.15% فقط كل شهر، في حين أن التقديرات الأولية للتغيرات الشهرية يتم مراجعتها بانتظام بنحو 50% في أي من الاتجاهين. كما يمكن لخوارزمية التعديل الموسمي التسبب في المزيد من الأخطاء.
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين إن هناك "تأثير مفرط" على عاتق مؤشر البطالة الرئيسي لإتخاذ قرارات السياسة. وقال منوشين، ينبغي أن يشمل مؤشر البطالة الكامل "العمال المحبطين" الذين توقفوا عن البحث عن العمل لأنهم اعتقدوا أنه لا توجد بدايات أو مداخل.
ويختلف المحللون حول عدد الوظائف التي يحتاج الاقتصاد إلى خلقها للوصول إلى معدلات العمالة والتوظيف الكاملة ثم الحفاظ عليه. وتعتمد تقديراتهم على افتراضات حول النمو السكاني والشيخوخة والهجرة. ولكن هذه الخلافات لها عواقب على أرض الواقع لأنها تؤثر على قرار صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي حول تيسير الظروف المالية أم تشديدها.