تقرير - الأسهم الأمريكية ما بين دوافع الصعود وتراكم المخاطر!
بعد انهيار الأسواق مع بداية ظهور فيروس كورونا، بدأت الأسهم الأمريكية رحلة صعود جديدة. وارتفع السوق كثيرًا خلال وقت قياسي، من أدنى مستوياته في مارس 2020:
- إذ صعد (S&P 500) بأكثر من 90٪ وبعده داو جونز بحوالي 88٪، وقفز ناسداك بأكثر من 112٪. وهذه أعلى مكاسب خلال العام الأول للسوق الصاعدة منذ 1945.
واستعاد السوق كل ما فقده في أقل من خمسة أشهر، وهي ثالث أقصر فترة في تاريخ السوق الأمريكي لتعويض هذا الخسائر الهائلة، وفقًا لشركة الأبحاث (CFRA). ويتوقع استمرار السوق الصاعد الجديد لمدة 5 أو 6 أعوام على الأقل، لعدة أسباب.
» ما الدوافع التي ستحرك سوق الأسهم الأمريكية الصاعد؟
1. هناك طاقة طلب مكبوتة هائلة!
- هناك طلب ضخم من القطاع الخاص من شأنه أن يساعد في دفع نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة إلى 8٪ هذا العام و 3.5٪ - 4.5٪ في 2022 و 2023. ويأتي الطلب المتزايد من قطاعات كثيرة مثل قطاع الإسكان. إذ وصل جيل الألفية إلى سنوات تكوين العائلة.
وهذا يساعد في تفسير الزيادة الكبيرة في الطلب على شراء المنازل. وبمجرد شراء منزل، عليك أن تملأه بالأشياء. وهذا يعني ارتفاع الطلب على باقي القطاعات، مما يدعم استمرار السوق الصاعد في الأسهم.
2. زيادة معدلات الإنفاق والاستهلاك!
- يمتلك المستهلكون مدخرات هائلة لم يتم إنفاقها من التحفيزات التي تلقوها خلال فترة الوباء. إذ قفز معدل الادخار الشخصي إلى ما يقرب من 16٪ من الناتج المحلي الإجمالي لأمريكا. كما تحسنت ميزانيات الأسر بشكل ملحوظ.
كما سنرى الفترة المقبلة، الكثير من الموظفين الذين سيعودون لسوق العمل بمجرد انتهاء برامج إعانات البطالة الإضافية. وهذا يعني أن ثقة المستهلك سوف تتحسن، مما يعزز النمو الاقتصادي بشكل ثابت.
3. ارتفاع التضخم لن يقتل السوق الصاعد!
نعم، قد يرتفع التضخم على المدى القريب لأن الاقتصاد مشتعل وفي أعلى درجات انتعاشه. لكن على المدى المتوسط، ستهدأ الأوضاع قليلًا وستعود الأرقام لمعدلاتها الطبيعية، ومعها سيعود التضخم تحت السيطرة.
4. الاحتياطي الفيدرالي يتبع منهجًا جديدًا!
خلال العقود الثلاثة الماضية، كان الاحتياطي الفيدرالي سريعًا في تشديد سياسته للسيطرة التضخم، مما يتسبب في قتل النمو الاقتصادي في الطريق. لذلك سجلت السنوات العشرين الماضية أبطأ نمو في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. والآن، يتبع الفيدرالي منهجًا أكثر تكيفًا وأقل شراسة. وقد يستمر البنك على هذا المسار لفترة، لأنه لا يريد المخاطرة بخسارة الانتعاش الذي أحرزه للتعافي من الوباء.
» ما المخاطر التي تهدد سوق الأسهم الأمريكية؟
لا يوجد سوق يظل صاعدًا طول الوقت، وحدوث تصحيح أمر طبيعي على طول الطريق. فما هي تلك المخاطر التي قد تدفع السوق للهبوط:
1. نعم، الفيدرالي لا يريد التسرع أو مفاجأة الأسواق، لكن بمجرد أن يتخذ خطوته الأولى نحو تقليص شراء السندات أو التشديد، قد نرى هبوط سريع في الأسهم.
2. تضاعفت القيمة السوقية للشركات مع تسجيل أرباح قوية موسم بعد موسم. والآن قيمة بعض هذه الأسهم أعلى من متوسط سعرها التاريخي في السوق، مما يجعل أسعار الأسهم عرضة للتصحيح.
3. تطورات فيروس كورونا غير المتوقعة، سواء كان بسبب التحورات، أو قيود السفر، أو عودة الإغلاقات، فإن خوف الأسواق من الوباء يظل عقبة أمام التفاؤل.