تقرير - الفيدرالي تحت المجهر: أهم الأسئلة التي تشغل الأسواق!
وأخيرًا، بعض الوضوح من بنك الاحتياطي الفيدرالي وتوقعاته بشأن التضخم، في محضر اجتماعه لشهر يونيو. إذ قدّم المحضر مزيدًا من التفاصيل حول تفكير الفيدرالي. وأهم ما فهمناه أنه لا توجد أي توقعات لرفع الفائدة استجابة لارتفاع التضخم في الوقت الحالي.
ويسير الاقتصاد الأمريكي بخطى قوية وثابتة نحو تلبية أهداف الفيدرالي للتوظيف والتضخم. وهذا يعني أنه وقت انتشار الأسئلة في الأسواق المالية: متى وكيف سيبدأ الاحتياطي الفيدرالي في تقليص مشترياته الشهرية من السندات وتمهيد الطريق لتشديد السياسة. وسنحاول في هذا التقرير الإجابة على بعض هذه الأسئلة.
1. ماذا تعني الفترة الانتقالية للتضخم؟
ما زال الفيدرالي واثقًا من أن معدل التضخم الحالي بنسبة 5٪ أمر مؤقت. ويتوقع الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من الارتفاع في التضخم خلال الفترة المتبقية من هذا العام.
لكنه يرى تراجع التضخم إلى معدلاته الطبيعية في 2022 (عند 2%)، بعد انتهاء الظروف الاستثنائية لمرحلة ما بعد الوباء والتي دفعته لهذا الارتفاع الكبير.
وهذا يعني أن التضخم المرتفع باقي معنا لعدة أشهر، ولا يجب القلق منه وفقًا لرؤية جيروم باول ورفقائه في مجلس الفيدرالي. ومع ذلك، هناك بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين يرون استمرار التضخم المرتفع فوق هدف البنك 2% لما بعد 2022. ولو حدث ذلك، فقد تكون هذه بداية أزمة التضخم التي تخشاها الأسواق.
وعلى الرغم من ارتفاع معدلات التضخم، من غير المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قبل 2023.
2. هل ستضطرب الأسواق عندما يبدأ الفيدرالي في تقليص شراء السندات؟
في المرة الأخيرة التي بدأ فيها الفيدرالي تقليص برنامج التيسير الكمي خلال 2013، شهدت الأسواق اضطرابات عنيفة، المعروفة باسم "Taper Tantrum". ولكن الأمر مختلف هذه المرة.
لماذا؟ لأن في المرة الماضية، لم يملك مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الخبرة الكافية للخروج من برنامج شراء السندات بأقل المشاكل. أما الآن، يتمتع الفيدرالي بالخبرة والثقة لتهيئة الأسواق قبل بدء خطة الخروج من التيسير إلى التشديد. وهي:
1. الحديث عن التقليص التدريجي لمشتريات السندات.
2. بدء عملية التقليص التدريجي فعليًا.
3. رفع أسعار الفائدة من معدلاتها المنخفضة للغاية.
وبالتأكيد، لن تكون العملية أوتوماتيكية بهذا الشكل. فقد تفرض الأحداث الاقتصادية وتحركات الأسواق تصحيحًا أو اثنين في الخطة.
3. متى ستبدأ عملية تقليص مشتريات السندات؟
على افتراض أن التوقعات الإيجابية للاقتصاد الأمريكي لم تتغير كثيرًا الفترة المقبلة، فمن المتوقع أن يبدأ الفيدرالي في التقليص بعد ستة أشهر من الآن، وهذا أقل تقدير.
لأن عملية التقليص التدريجي لن تبدأ إلا بعد أن يُحقق الاقتصاد أهداف البنك المركزي المتمثلة في تحقيق العمالة الكاملة ومتوسط التضخم عند 2 ٪. وسيستغرق تحقيق هذا بعض الوقت.
4. هل من الممكن أن يرفع الفيدرالي الفائدة قبل أن تنتهي عملية التقليص؟
هذا شيء مستبعد، لماذا؟
1. إذا كان أداء الاقتصاد أفضل من المتوقع وسيرغب الفيدرالي في إنهاء التحفيز بسرعة أكبر، مما سيدفعه لزيادة وتيرة التقليص التدريجي. وحينها، ستتوقع الأسواق رفع الفائدة قريبًا أيضًا.
2. فاستمرار شراء السندات - حتى مع تقليصها - ورفع الفائدة في الوقت نفسه، يعني أنك تضخ التحفيزات في الاقتصاد بيد، ثم تسحبها بالأخرى. وهذا لا معنى له في السياسة النقدية، فلا يمكن استخدام الأداتين معًا.