تقرير - النفط إلى 100 دولار؛ أقرب مما نتصور... لماذا؟!

اقرأ المقالة على موقع FBS الالكتروني

نعم، النفط قد يرتفع ليصل إلى 100 دولار للبرميل في 2022، ولدى هذا الفريق ما يدعم رؤياه.

فلدينا ثلاثة من أكبر شركات النفط؛ إكسون وشل وتوتال، يتوقعون هذا السيناريو. إذ صرح محللو هذه الشركات إن أسعار النفط قد تواصل الارتفاع، بسبب شُح المعروض الناتج عن انخفاض الإنتاج، مع تزايد الطلب  وانتعاش الاقتصادات. لكنهم حذروا من أن تقلبات السوق قد تضغط على الأسعار.

ويرى بنك أوف أمريكا (BofA)، إن الانتعاش القوي في الطلب قد يتفوق على العرض في الأشهر المقبلة، مما قد يدفع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل لفترة قصيرة خلال 2022.

أما الرئيس التنفيذي لأكبر شركة مستقلة  لتجارة النفط والطاقة والسلع في العالم، فيتول (Vitol)، يرى إن 100 دولار لبرميل النفط "احتمال يمكن حدوثه"، لكنه حذر من أننا نشهد حاليًا سوقًا مصطنعًا بعض الشيء، إذ لا يزال لدى أوبك + حوالي 5.5 مليون برميل يوميًا تنتظر إعادتهم إلى السوق بحلول أبريل 2022.

» ولكن لماذا جاءت التوقعات بلهجة التحذير؟

- لأن لا أحد يفضل أسعار النفط المرتفعة؛ لا المستهلكين، ولا الحكومات. فمع ارتفاع النفط، تزداد أسعار الخدمات والسلع ووسائل النقل، وتضطرب الموازنات.

كما أن ارتفاع النفط فوق مستويات 75 دولار للبرميل لأول مرة منذ 2018، ما هو إلا نتيجة النمو الاستثنائي وغير العادي مع عودة فتح الاقتصادات بعد الإغلاق بسبب وباء كورونا. وعندما تعود معدلات النمو لأرقامها الطبيعية، سيتراجع الطلب على النفط، وسيعود إلى مستوياته ما قبل الوباء.

» ما الأسباب التي ستدفع النفط إلى 100 دولار للبرميل؟

1. انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة.

- وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، انخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكي بمقدار 7.6 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 459.1 مليون برميل، بشكل أكبر من توقعات المحللين البالغة 3.9 مليونًا.

ومن المتوقع أن تصل مخزونات النفط الخام إلى مستويات منخفضة تاريخيًا بحلول نهاية سبتمبر، إذ سيستمر انتعاش الطلب في تجاوز قدرة الإنتاج، مما سيدفع الأسعار للارتفاع أكثر.

2. الوباء تسبب في إبطاء عمليات الحفر الأمريكية

تسببت أزمة كورونا في انخفاض أسعار الوقود بحدة، مما أجبر المنتجين على إبطاء عمليات حفر النفط واستخراجه. ليست هذه المشكلة، لكن ما تبعها بعد ذلك، والذي كان مفاجأة حقيقة.

بدلاً من العودة إلى معدلات الحفر العادية عندما ازداد الطلب على الوقود مرة أخرى، امتنع معظم المنتجين عن زيادة عمليات الحفر. لماذا؟ لتوفير السيولة والحفاظ على ميزانياتهم منخفضة. 

وحاليًا، تقلص إنتاج النفط في الولايات المتحدة بنسبة 12٪ عن ذروته. بالإضافة إلى ذلك، قيّدت منظمة أوبك عمليات الحفر، مما يعني أن "الطلب على الوقود آخذ في الازدياد، لكن المعروض لم يتعاف بعد، مما سيدفع أسعار النفط لأعلى"، كما أشار خبراء بنك (JPMorgan).

3. زيادة الطلب على النفط.

- عاد الناس إلى سياراتهم مرة أخرى والتنقل والسفر، وهذا يظهر بالأرقام بشكل كبير. لذلك سيبقي الضغط التصاعدي على الأسعار الفترة القادمة.

ولكن يحذر المحللون من أن الطلب العالمي على النفط سيزداد في النصف الثاني من 2021، وقد يدفع ذلك أوبك+ إلى زيادة الإنتاج أكثر من أغسطس المقبل. ومن المتوقع أن يكون اجتماع أوبك هذا الخميس جوهريًا للسياسة والأسعار في المستقبل.

وفي النهاية، هذه هي رؤية الفريق الذي ينتظر ارتفاع النفط إلى 100 دولار خلال العام القادم. وعلى الجهة المقابلة، يوجد الفريق الذي يرى انخفاض النفط هو السيناريو الأقرب للحدوث. وحجته؛ احتمال عودة النفط الإيراني للأسواق، وتحرك (أوبك +) إلى إعادة 5.5 مليون برميل من إنتاجها إلى السوق تدريجيًا، واتجاه جو بايدن نحو الاقتصاد الأخضر وزيادة اللوائح التنظيمية على شركات إنتاج النفط الصخري. ومع زيادة المعروض من النفط والاتجاه نحو الطاقة النظيفة، سيكون انخفاض النفط هو الأمر المنتظر.

ومع ذلك، فمن السهل رؤية ارتفاع خام برنت إلى 100 دولار للبرميل قبل نهاية 2021 حتى، إذا استمر الطلب في التعافي بالمعدل الحالي. وحتى عودة إنتاج أوبك + إلى الأسواق الشهر المقبل قد لا تكون كافية لعكس الاتجاه الصعودي. أما هبوط النفط دون 50 دولار، لن تحدث إلا إذا غرق السوق بالنفط لدرجة التخمة. وهذا لن يحدث قريبًا، لأن الطلب العالمي على النفط لن يصل ذروته حتى 2030.

Nour Eldeen Al-Hammoury

شارك مع أصدقائك:

المماثل

أحدث الأخبار

التسجيل الفوري

تحتفظ FBS بسجل لبياناتك لتشغيل هذا الموقع الإلكتروني. بالضغط على زر "أوافق", فأنت توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا.