تقرير مُصور - فيروس كورونا: كيف سنُعيد فتح الاقتصاد؟
السؤال حاليًا، ليس متي سنُعيد فتح الاقتصاد بعد الانتصار على فيروس كورونا، ولكن كيف سنفعل ذلك دون المخاطرة بعودة الفيروس مرة أخرى علي شكل موجة ثانية أعنف وعدد إصابات أكبر!!
فكيف ستُعيد فتح اقتصاد أُغلق بسبب وباء؟ الإجابة؛ باختصار، بحرص شديد للفاية.
لنستعرض خطة الولايات المتحدة وخطة ألمانيا لإعادة فتح اقتصادهما ولنرى كيف تفكر الدول الكبرى للنجاة من الركود والسيطرة على الوباء وإنقاذ الاقتصاد. ولنقارن؛ أيهما أفضل النموذج الأمريكي أم النموذج الألماني؟!
النموذج الأمريكي:
لنتعرف أولًا على رأي ترامب فيما تسبب به فيروس كورونا:
"أعظم اقتصاد":
لمّح دونالد ترامب أكثر من مرة أنه يريد فتح الاقتصاد والمدارس وعودة الحياة لطبيعتها والموظفين للعمل في أقرب وقت ممكن، بالرغم من تحذيرات كبار مستشاريه الصحيين. وتراجع ترامب عن رغبته في إعادة الحياة لمجراها بعدما تمكّن الفيروس من ولاية نيويورك وتهديده بتدمير النظام الصحي الأمريكي بأكمله. فكيف سيتمكن من فعل هذا دون تعريض حياة الأمريكيين للخطر؟!
والسبب وراء إصرار ترامب الشديد على فتح الاقتصاد هو:
حقده على فيروس كورونا لأنه إحباط أقوى سلاح يمتلكه لضمان إعادة انتخابه في 2020 وهو؛ قوة الاقتصاد الأمريكي.
وصرح ترامب، "لدينا أعظم اقتصاد في تاريخ العالم، وأكبر عدد من العاملين في تاريخ دولتنا، حوالي 160 مليون عامل، أعلى معدل على الإطلاق. وفي أحدى الأيام، يخبرنا المتخصصون، "نأسف سيدي الرئيس، يجب أن نغلق البلد"".
وتكمُن معضلة البيت الأبيض في أن ترامب لم يؤيد التباعد الاجتماعي منذ بداية الأمر، لكنه جاء نتيجة ضغط محافظي الولايات والأمريكيين أنفسهم. لذلك لا نضمن أن يستجيب له الشعب الأمريكي لمجرد أنه طلب منهم النزول واستئناف ممارسات العمل والاختلاط في حياتهم العادية قبل انحسار الوباء تمامًا.
فهل تؤيد وجهة نظر ترامب بضرورة عودة الأشخاص للعمل لوقف نزيف الخسائر الاقتصادية؟ أم تراه مخاطرة بحياة البشر ذات عواقب وخيمة؟!
والآن لنرى ما توصلت إليه الإدارة الأمريكية لإعادة فتح الاقتصاد بأقل الأضرار وماذا يقترحون:
1) أكبر عدد من الاختبارات على نطاق واسع.
الهدف: إجراء أكبر عدد من الاختبارات بشكل سريع وموسّع، لرصد الأشخاص المصابين، حتى لو لم تظهر عليهم أي أعراض، وعزلهم بعيدًا عن الأشخاص الأصحاء الذين بإمكانهم العودة لأعمالهم ومتابعة حياتهم الطبيعية دون الخوف عليهم من إلتقاط العدوى.
2) الكشف عن الأجسام المضادة.الهدف: معرفة إذا ما تعرض الأشخاص الأصحاء لفيروس كورونا وكوّنوا أجسام مضادة ضده أم لا.
3) التعاون مع الشركات والتوصل لإرشادات إعادة تشغيل المصانع.الهدف: تحقيق التوازن بين الحفاظ على صحة العاملين وفتح الاقتصاد واستئناف تشغيل العمليات.
4) تحديد المناطق الحمراء والمناطق الخضراء.الهدف: تحديد الأماكن التي ترى الحكومة الفيدرالية أنها آمنة لإعادة فتحها. وتنصيف الولايات والمقاطعات إلى مناطق عالية أو متوسطة أو منخفضة المخاطر، كما اقترح ترامب.
5) تقديم إرشادات لصانعي السياسة ومحافظي الولايات والمحليين حول أسس الحفاظ على التباعد الاجتماعي أو زيادته أو تخفيفه.
6) تتبع مسار الحالات الإيجابية ومراقبة درجات الحرارة وضرورة استخدام الأقنعة الوقائية لتغطية الوجه.
فبرأيك هل هذه الإجراءات كافية لحماية المجتمع من حدوث موجة ثانية من الوباء إذا عاد الاقتصاد للعمل؟! والآن لننتقل للنموذج الإلماني...
- » النموذج الألماني:
يتوقع معهد "IFO" للأبحاث الألمانية أن تطوير لقاح أو إيجاد علاج فعال لفيروس كورونا لن يكون متاحًا قبل 2021. ولذلك كان على ألمانيا وضع خطة بديلة لمواجهة هذا الفيروس العنيد إذا كانت ترغب في فتح اقتصادها قريبًا.
- إلى ماذا توصلت ألمانيا وماذا ستفعل؟
1) حزمة إنقاذ اقتصادي بقيمة 750 مليار يورو (825 مليار دولار)
الهدف: تحفيز الشركات على الإقراض ودعمهم ودعم العمال المتأثرين والمضطربين. وهذه واحدة من أكبر الحزم الاقتصادية التي أُطلقت في العالم.
2) إنشاء فرق عمل وطنية من الخبراء وممثلين للعامة:
الهدف: تقديم إرشادات وتوصيات حول كيفية تخفيف القيود على العمل، وقواعد تطبيق التباعد الاجتماعي في الحياة العامة، ومتي يجب استئناف عمل المصانع؛ على أن تكون عودة الموظفين إلى العمل طواعية.
3) إعطاء الأولوية لشركات الاتصالات وإنتاج السيارات:
الهدف: إعطاء أولوية العودة إلى العمل لصناعات الاتصالات اللاسلكية وإنتاج السيارات لأنهما أكبر قطاعين يضيفان قيمة ودخلًا للاقتصاد الألماني. بينما الوظائف التي يمكن أدائها بسهولة من المنزل يجب أن تستمر عن بُعد.
4) الحضانات والمدارس يجب أن تعودا للعمل سريعًا:
الهدف: الشباب وصغار السن نادرًا ما يعانون من أعراض شديدة إذا أصيبوا بكوفيد-19، كما لن يستطيع الآباء والأمهات العمل من المنزل بفاعلية إذا ظلت مرافق رعايا الأطفال والمدارس مغلقة.
5) لا نوادي، ولا احتفالات، ولا فاعليات كبيرة:
- الهدف: الشركات التي تعمل في مجال الصحة وما يتعلق بها يجب أن يعودوا للعمل سريعًا. أما بالنسبة للفنادق والمطاعم وقطاع السياحة والترفيه، ستكون إجراءات عودتها للعمل أكثر صرامة وبحرص شديدة للغاية، نظرًا لطبيعة تواجد الأشخاص بكثرة والازدحام الذي لا يمكن تفاديه.
6) التوسع في إجراء الاختبارات وتطبيق سياسة "مناعة القطيع":
الهدف: إجراء أكبر عدد ممكن من الاختبارات على نطاق واسع لتحديد المناطق الآمنة والأقل خطورة من حيث عدد الإصابات وسرعة انتقال العدوى وتهيئتها لفتحها أولًا. ومع الوقت، الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية ستبني مناعتها مما سيتيح لها العودة إلى الحياة مع تخفيف الإجراءات تدريجيًا.
7) زيادة إنتاج الملابس والأقنعة الواقية والأدوية واللقاحات:
الهدف: وصّى الخبراء الحكومة الألمانية بتنظيم زيادة "هائلة" في إنتاج الملابس والأقنعة الواقية، وتعزيز قدرتها الإنتاجية للأدوية واللقاحات، وإنشاء منصة تقنية لتكنولوجيا المعلومات تسمح بالتخطيط الاستراتيجي.
وفي النهاية، بعدما تعرفت على النموذجين الأمريكي والألماني؛ أيهما تفضل ولماذا؟ ومن منهما متوقع له النجاح ومنع انفجار موجة ثانية من الوباء؟