تقرير مُصوّر - الانتخابات الأمريكية: من يُـــفضل النفط؛ ترامب أم بايدن؟!

اقرأ المقالة على موقع FBS الالكتروني

بفضل ثورة النفط الصخري، الولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط الخام في العالم حاليًا، فماذا ينتظر هذه الصناعة؟!

website (33).png

وبينما تعاني صناعة النفط على مستوى العالم من الدمار الذي خلفه فيروس كورونا، فإن النفط الصخري الأمريكي، يمر بعام صعب للغاية؛ بين الديون المستحقة وانهيار الأسعار، وموجة إفلاس الشركات التي يشهدها بسبب تبعات الوباء. وأخيرًا، ما قد تجلبه الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر على سوق النفط من تعديلات جذرية إذا تغيرت سياسة البيت الأبيض مع فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي يُفضل مصادر الطاقة النظيفة.

1 (33).png

 أحيانًا، يؤيد بايدن النفط الصخري، وأخرى يكون ضده. أما الرئيس ترامب فأكد دعمه للنفط الأمريكي، ولكن على مدار جائحة كورونا، واجهت إدارته اتهامات بالتخلي عنه.

فما هي توقعات النفط في الفترة المقبلة وما بعد الانتخابات؟ وأيهما أفضل له، ترامب الذي يقف في صفه أم بايدن الذي يحب الاقتصاد الأخضر؟!

  • » ما هي أهم التوقعات لأسعار النفط؟

2 (36).png

1) جولدمان ساكس: فوز بايدن صعودي للنفط!!

- "لا نرجح أن تبعدنا الانتخابات الأمريكية المقبلة عن توقعاتنا الصعودية لأسعار النفط، بل نحن مع احتمال أن تكون الموجة الزرقاء (البيت الأبيض ومجلسي النواب والشيوخ تحت حكم الديمقراطيين) حافزًا إيجابيًا للنفط"، وفقًا لـ Goldman Sachs.

ويتوقع البنك أنه مع تشديد إدارة بايدن اللوائح، والضرائب، والقيود على الميثان، وعمليات الحفر الجديدة عن النفط، سيرتفع سعر برميل النفط الصخري حوالي 5 دولارات. ومع زيادة التكاليف سيتأثر المعروض وقد يتراجع، وهذا سيرفع الأسعار بالتأكيد. كما أن ضعف الدولار المتوقع تحت حكم بايدن سيدعم صعود النفط أيضًا.

أما، في حالة إعادة انتخاب الرئيس ترامب، "فمن المرجح أن يكون تأثيرها متواضعًا في أحسن الأحوال" لأن تركيز المستثمرين سيكون بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

2) إلى أين ستتحرك أسعار النفط الفترة المقبلة قبل الانتخابات؟

3 (33).png

- من المرجح أن يتداول خام برنت في نطاق الـ 40 و43 دولارًا للبرميل مع اقتراب الانتخابات الأمريكية في 3 نوفمبر وحتى لما بعدها. ويرى البعض استمرار هذه المستويات حتى نهاية 2020.

  • » ماذا يعني فوز دونالد ترامب للنفط الأمريكي العالمي؟

وجهة نظر بايدن:  وجهة نظر ترامب: 

- موقف نائب الرئيس السابق جو بايدن من سياسات البيئة والطاقة واضحًا، فهو يرى التغير المناخي بأنه "تهديد وجودي"، وتعهد بإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس. وهدفه المُعلن هو "إطلاق ثورة الطاقة النظيفة في أمريكا"، ووضع البلاد على المسار الصحيح لقطاع طاقة خالٍ من الكربون بحلول 2035، وأن يصل صافي الانبعاثات على مستوى الاقتصاد إلى صفر بحلول 2050.

وصرح بايدن من إنه سيتأكد من إلغاء تقنية التكسير. ومع ذلك، فهو لم يقدم أي دليل ملموس على الوفاء بهذه الوعود ورفض عمداً توضيح خطط أكثر تحديدًا.

* ـ Fracking: عمليات التكسير أو التصديع، وهي تقنية حديثة تسمح باستخراج البترول والغاز عن طريق ضخ سائل مضغوط يُحدث كسور في الطبقات الصخرية - أي شق الصخور بالمياه.

- لطالما أظهر الرئيس ترامب دعمه للغاز والنفط ويدعو لزيادة الإنتاج. إذ شهدت صناعة النفط نموًا قويًا في الوظائف خلال فترة إدارته مع وجود بعض الانتقادات. ويُعارض ترامب محاولات الحد من الاحتباس الحراري، واخرج الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، بحجة أنها تضع "أعباء مالية واقتصادية شديدة" على البلاد. فهو لا يدعم ملف مكافحة التغير المناخي.

وتتمحور خطة ترامب حول "هيمنة الطاقة" من خلال تعظيم إنتاج وتصدير الهيدروكربونات مثل الغاز الطبيعي والبترول، وركزت إدارته على إزالة الحواجز التنظيمية من طريق هذا الهدف.

4 (33).png

 سياسات بايدن:  سياسات ترامب:

- على بايدن التنسيق بين احتياجات ناخبيه الأساسيين الداعمين للطاقة النظيفة وبين مصالح رجال الأعمال. ومع ذلك، لا يناقش موقع حملته صناعة النفط الصخري بالتفصيل، ولكنه يقدم خطة كاملة لتعزيز دور الطاقة المتجددة واستخدامها لتوليد الطاقة وخلق فرص العمل.

وقال بايدن إنه لا يريد وقف إنتاج النفط الصخري تمامًا. لكنه، يسعى إلى فرض قيود على زيادة إنتاجه. بالإضافة إلى وضع حد لتأجير مناطق جديدة لتطوير النفط والغاز، وحظر المشاريع الجديدة وعمليات الحفر على الأراضي الفيدرالية الأمريكية، وتشديد اللوائح، وزيادة الضرائب. كما سيلغي بعض لوائح تخفيف القيود التي حدثت في عهد ترامب، وسيفرض قيودًا جديدة "صارمة" على تسرب غاز الميثان وحرقه.

- وعد ترامب بدعم صناعة النفط خلال انهيار الأسعار مع بداية وباء فيروس كورونا، وطرح فكرة عمليات الإنقاذ للشركات المتضررة. وادعى ترامب أنه أنقذ الصناعة وأوجد مكانة أمريكا كمُصدر رئيسي للنفط وأكبر منتج للنفط الخام في العالم حاليًا. 

وفي عهد ترامب، خففت إدارته حوالي 30 لائحة بيئية مهمة. وإذا تم انتخابه لولاية ثانية، فسيستمر مسؤولوه في متابعة إلغاء التنظيمات، وسيسعون لزيادة إنتاج النفط والغاز والفحم. ويُعد فتح مناطق جديدة لتطوير النفط والغاز، بما في لك شرق خليج المكسيك وجزء من محمية القطب الشمالي الوطنية للحياة البرية في ألاسكا هو أحد أهم أهداف ترامب الخاصة.

5 (34).png

  • 3) التأثير على السوق:

6 (27).png

» ماذا يعني تجنب بايدن لتقنية التكسير للسوق؟ » ماذا يعني استمرار ترامب للسوق؟

- يريد بايدن اتخاذ إجراءات لمكافحة تغير المناخ. كما إنه سيستثمر في تكنولوجيا جديدة لتحفيز استخدام الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

- التأثير على النفط: قد يؤثر ذلك على الطلب على النفط وقد تضر الحوافز الضريبية المُقدمة لمستخدمي الطاقة النظيفة بمنتجي النفط الصخري الذي سيوجهون القيود الجديدة. ومن ناحية أخرى، قد يؤدي ارتفاع تكاليف إنتاج النفط إلى تراجع المعروض، مما سيرفع الأسعار لبعض الوقت.

- على الرغم من وعود ترامب، ذكرت مناطق إنتاج النفط الصخري إن المساعدة من إدارة ترامب خلال انهيار الأسعار كانت قليلة للغاية. واستبعدت حزم التحفيز، التي تم تمريرها خلال فترة الإغلاق، شركات النفط من الدعم، مما دفع أعضاء الكونجرس الجمهوريين إلى تقديم شكوى إلى وزارة الخزانة في يوليو.

- التأثير على النفط: إعادة انتخاب ترامب يعني استمرار تخفيف السياسات واللوائح التنظيمية، مما سيطلق العنان للقدرات الإنتاجية الكاملة لأمريكا في النفط والغاز. ومع ذلك، إذا استمرت إدارة ترامب في تجاهل تقديم الدعم لشركات النفط، ستتأثر الصناعة المتضررة بالفعل من الوباء، مما سيوسع دائرة إفلاس الشركات.

  • 4) التعامل مع أوبك:

7 (17).png

بايدن  ترامب 
- في عهد بايدن، ستعود أي دبلوماسية أمريكية تجاه أوبك إلى وراء الكواليس. ولن يتجدد الاهتمام بقوانين مكافحة الاحتكار ضد أوبك إلا إذا ارتفعت أسعار البنزين، وهو أمر غير متوقع حتى 2021. - من المرجح أن يواصل ترامب إدارة دبلوماسية النفط من خلال تويتر، التي بدأها في ولايته الأولى لحث منتجي (أوبك +) سواء على زيادة أو خفض الإمدادات. وينسب إليه الفضل عندما ساعد في إنهاء حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا.
  • 5) العقوبات وسوق النفط العالمي: 

8 (5).png

- سيمثل نهج الرئيس الأمريكي المقبل تجاه إيران أكبر تأثير على الإمدادات العالمية، لأنه يعني عودة مليوني برميل في اليوم من النفط الإيراني إلى السوق. إما عن طريق فوز بايدن وإعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني أو محادثات مباشرة غير متوقعة بقيادة ترامب.

  • وخاتمًا، ستمثل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر نقطة تحول مهمة لأسواق النفط العالمية. إذ تعني ولاية الثانية لترامب استمرار ثورة النفط الصخري الأمريكي. وفي المقابل، إذا تم انتخاب بايدن، فستتراجع صناعة النفط الأمريكي قليلًا، بينما سيحاول بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى قيادة العالم تجاه الطاقة النظيفة المستدامة.

Nour Eldeen Al-Hammoury

شارك مع أصدقائك:

المماثل

أحدث الأخبار

التسجيل الفوري

تحتفظ FBS بسجل لبياناتك لتشغيل هذا الموقع الإلكتروني. بالضغط على زر "أوافق", فأنت توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا.