تقرير مُصوّر - الذهب إلى 2000$ وما بعدها... فما الأسباب؟ ولماذا لا يخاف المستثمرون؟!
دقت ساعة العمل ومعها ساعة الذهب فهل أنتم جاهزون لهذه الرحلة الفريدة من نوعها؟ فمع انتشار فيروس كورونا، ارتفعت أسعار الذهب 23% حتى هذه اللحظة.
ولم يصل المعدن الثمين لمستوى 1920 دولار التاريخي منذ 2011. ومع بداية هذا الأسبوع، طار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة لأول مرة على الإطلاق في التاريخ؛ 1944 دولار للأونصة. وينتظر الجميع الآن كسر المقاومة عند المستوى النفسي الهام والأخير؛ 2000 دولار، لينطلق بعدها الذهب إلى السماء دون أي حدود.
- الأسباب وراء الارتفاع الجنوني للذهب، ولماذا سيستمر على هذا المنوال؟
1) تدعم التوترات الأمريكية الصينية الذهب بقوة. ويبدو أنها ستستمر لفترة طويلة معنا، خاصًة بعدما طلبت الولايات المتحدة من الصين غلق قنصليتها في ولاية هيوستن بدعوى التجسس وسرقة الملكية الفكرية. وردت الخارجية الصينية بعدها بإغلاق القنصلية الأمريكية في مدينة شينغدو الصينية. ويشعر المستثمرون بالتوتر بسبب هذه الصراعات المتبادلة وتجعلهم يفقدون الثقة في أسواق الأسهم الأمريكية، ليهربوا للذهب.
2) أدرك الجميع أن فيروس كورونا لن يتركنا قريبًا حتى مع توافر اللقاح، وخاصةً بعد تعليق دونالد ترامب أن الأمور في الولايات المتحدة ستسوء أكثر قبل أن تتحسن.
3) توقع بداية الموجة الثانية من الوباء بحلول الخريف والشتاء، والتي ستُرغم البلاد على الإغلاق وفرض القيود الاحترازية، مما سيوقف عجلة الاقتصاد مرة أخرى مع استمرار تسريح الموظفين.
4) التحفيزات التاريخية غير المسبوقة التي أقرها الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع بقيمة 2.1 تريليون دولار لإنعاش الاقتصاد الأوروبي من تبعات فيروس كورونا.
5) يعمل المشرعون الأمريكيون على قدم وساق للتوصل لقانون لإطلاق جولة جديدة من التحفيزات بقيمة تريليون دولار إضافيين. وبلغت قيمة الجولة الأولى 2.3 تريليون دولار.
6) قيمة أسهم شركات التكنولوجيا مبالغ فيها، ويرى البعض أن هناك فقاعة تتكون.
7) تراجع الدولار وتدهور الاقتصاد الأمريكي بسبب تبعات الفيروس الأسوأ من المتوقع.
- والآن، لماذا لا يخاف المستثمرون من هذه القفزات الذهبية؟
1) تدعم التوترات الأمريكية الصينية الذهب بقوة، خاصًة بعدما طلبت الولايات المتحدة من الصين غلق قنصليتها في ولاية هيوستن بدعوى التجسس وسرقة الملكية الفكرية. وردت الخارجية الصينية بعدها بإغلاق القنصلية الأمريكية في مدينة شينغدو الصينية. ويشعر المستثمرون بالتوتر بسبب هذه الصراعات المتبادلة وتجعلهم يفقدون الثقة في أسواق الأسهم الأمريكية، ليهربوا للذهب.
2) عدم اليقين حول الجولة الثانية من التحفيزات الأمريكية ومستقبل برنامج إعانات البطالة نتيجة الوباء الذي سينتهي هذا الشهر. ومن المتوقع أن تصل التحفيزات الجديدة إلى تريليون دولار، لتُضاف إلى الحزمة السابقة بقيمة 2.3 تريليون دولار لتخفيف من آثار الفيروس على الاقتصاد الأمريكي. وسيزيد كل هذا من الدين القومي للولايات المتحدة، والذي يبلغ حاليًا 26.5 تريليون دولار، أو 132% من الناتج المحلي الإجمالي. وكل هذا يوضح مدى الضرر الذي تعرضت له أمريكا وأن أمامها طريق طويل للتعافي. لذلك، من الأفضل الاستثمار في الذهب في الوقت الحالي لحين هدوء الأوضاع.
3) الأسواق العالمية أصبحت مدمنة على التحفيزات النقدية للصمود أمام إعصار فيروس كورونا. وهذا يُنذر بانهيار الأسواق والأسهم التي ارتفعت فقط بسبب الفيروس عندما يتوقف ضخ هذا الكم الهائل من الدولارات والأموال. وعندها سيكون الذهب هو الملاذ الآمن الوحيد.
4) اتجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو الفائدة السلبية، وكما نعرف أن الذهب تجمعه علاقة عكسية مع الفائدة المنخفضة. إذ يتحسن أداء الذهب ويرتفع، كلما انخفضت الفائدة، لأن تكلفة الاحتفاظ بالمعدن الثمين الذي لا يُنتج عائدات تصبح أقل.
5) طباعة هذه الكميات الضخمة من الدولارات بدون أي غطاء من الذهب أو إنتاجية اقتصادية وصناعية يعني ارتفاع التضخم وانهيار قيمة الدولار، وكل هذا من شأنه إشعال أسعار الذهب أكثر واتجاه المستثمرين نحوه.
- الذهب يستهدف مستويات تاريخية.. فماذا نتوقع؟
على الرغم من إعادة فتح الاقتصادات في معظم دول العالم، إلا ان أسعار الذهب لازالت تُسجل ارتفاعات قياسية لم نشهدها منذ 2011، وتقترب تدريجيًا من أعلى مستوياتها التاريخية التي سُجلت في 2011 عند 1921 دولار للأونصة.
وبالرغم من الإعلان مؤخرًا عن العديد من الأخبار الإيجابية حول إمكانية التوصل الى لقاح لفيروس كورونا مع نهاية العام الحالي، إلا أن أسعار الذهب لازالت تسجل ارتفاعات كبيرة وواضحة. والسؤال يكمُن هنا، لماذا تستمر الأسعار بالارتفاع على الرغم من انخفاض حالة الخوف والهلع التي كانت في السابق؟
الإجابة باختصار، الذهب يقول للجميع على وجه الكرة الأرضية؛ تحضروا لما هو أسوأ من الناحية الاقتصادية. إذ سنتبع نفس السيناريوهات التي حصلت للذهب على مدار التاريخ منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى الآن. فماذا يعني ذلك؟
يعني أن تأثير وتبعات فيروس كورونا الاقتصادية لم تنتهي بعد، بل على العكس، قد تكون الأمور في بداياتها فقط. وارتفاع الذهب الحالي تسعير مسبق للمستقبل المنتظر، ليس فقط من ناحية الضعف الاقتصادي العالمي، بل من ناحية تضخم الأسعار المقبل بعد جائحة كورونا.
ولذلك، على الجميع التحضر لما هو أسوأ سواء حدثت موجة اقتصادية أعنف من التي سبقت أم لم تحدث. واقتناء الذهب على مدار التاريخ يثبت للجميع من جديد بأن المعدن النفيس سيبقى ملاذًا آمنًا في كل الظروف.
- التوقعات والرؤية الفنية:
- حاليًا، ومن الناحية التقنية، يعتبر الوصول إلى المستويات التاريخية عند 1921 دولار مسألة وقت. وكذلك، الوصول إلى مستويات 2000 دولار أيضًا.
- ولو استخدمنا التحليل الموجي، فالذهب قد يصل إلى مستويات 2500 دولار خلال العام المقبل، وهذا على أقل تقدير.
- لكن لمتداولي المدى القصير، نحذر من جديد من المبالغة في الشراء عند هذه المستويات المرتفعة، فمن فاته قطار الذهب عليه النظر إلى فرص أخرى.