تقرير مُصوّر - الذهب ولعبة الانتخابات الأمريكية!!
- السباق الرئاسي للبيت الأبيض مشتعل للغاية؛ وترامب لا يهدأ رغم مرضه، وبايدن يهاجم في كل فرصة. ومن يعشق كل هذه الاضطرابات؛ الذهب بالطبع، الذي ينتظر نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر على أحر من الجمر ليعرف إلى سيذهب بعد ذلك وكيف سيختم عام 2020 الاستثنائي.
لذا الآن هو الوقت المناسب لطرح هذه الأسئلة: ماذا سيحدث للذهب إذا فاز ترامب؟ وماذا سيحدث إذا جاء الديمقراطي جو بايدن للبيت الأبيض؟ وهل سترتفع أسعار الذهب أم ستهبط؟
وتناسب الأجواء الحالية الذهب وتعمل لصالحه: معدلات فائدة منخفضة، وطباعة النقود باستمرار بسبب التكلفة الضخمة للاستجابات الطارئة للوباء، وتوترات دولية حول التجارة خاصة مع الصين، والاحتجاجات المدنية في الولايات المتحدة، وتضخم مرتفع يتشكل في الأفق، وضعف الدولار، وأخيرًا وليس آخرًا؛ المخاوف بشأن الموجة الثانية من فيروس كورونا مع حلول فصل الشتاء. كلها عوامل قدمت دفعة قوية للذهب لترتفع أسعاره بنسبة 26٪ منذ بداية 2020.
- » كيف كان أداء الذهب في الفترة الأخيرة؟
- تمكن الذهب من الاحتفاظ بالدعم الهام فوق 1900 دولار بعد أسبوع تقريبًا من المناظرة الفوضوية بين المرشح الديمقراطي جو بايدن والمرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب. وستسمر حالة عدم اليقين قبل الانتخابات في دعم أسعار الذهب على المدى القريب، مما سيزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
بعد أن طار المعدن النفيس هذا العام إلى أعلى مستوى له في التاريخ عند 2089 دولارًا للأونصة وسط وباء فيروس كورونا، تراجعت أسعار الذهب بعدها حوالي 11% وأصبحت محاصرة الآن عند 1900 دولار. في الواقع، هذا ما تفعله معظم الأصول بعد أي ارتفاع جنوني، يمرون بفترة من التماسك وتوحيد الاتجاه حتى يستوعبوا الأسعار المرتفعة التي شهدوها.
وستُشكل الانتخابات حافزًا غير عاديًا لأسعار الذهب الثابتة والتي تتحرك في اتجاه عرضي الفترة الأخيرة. وبغض النظر عمن سيفوز، سيستمر الذهب في الاستفادة.
- » ثلاثة سيناريوهات لنتيجة الانتخابات وثلاث توقعات للذهب:
- 1) فوز بايدن وسيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض ومجلسي النواب والشيوخ:
في السيناريو الأول، يفوز الديمقراطيون بكل شيء، ويسيطر بايدن على مجلسي النواب والشيوخ. وتعهد بايدن بإجراء تغييرات شاملة، فهو مؤيد للاقتصاد الأخضر صديق البيئة، لذا فهو لا يرحب بصناعة التعدين. وتقدر التغييرات التنظيمية لملف المناخ في خطة بايدن بـ 1.7 تريليون دولار وتحسين البنية التحتية بـ 1.3 تريليون دولار. وهذه الرؤية رائعة لتحسين مستقبل البلاد، ولكنها ستزيد الدين الوطني بشكل كبير وهو مرتفع بالفعل. وقد يرفع بايدن الضرائب على الشركات والأغنياء.
- مصير الذهب: سيضع هذا المزيد من الضغط على الدولار، وسيكون سيئًا للأسهم الأمريكية، ولكنه سيكون إيجابيًا للذهب.
- 2) رئيس ديمقراطي، مجلس الشيوخ جمهوري:
- في هذا السيناريو، يفوز بايدن في الانتخابات ومعه مجلس النواب، ويبقى مجلس الشيوخ في قبضة الجمهوريين. هنا، سيظل النظام الضريبي لترامب غالبًا، وتكون أيدي بايدن مقيدة. ومع ذلك، يُتوقع أن يكون عهد بايدن أكثر هدوءًا، من دون أفعال عشوائية ومتهورة كما كان يفعل ترامب. وسيحاول بايدن تهدئة العلاقات التجارية مع الصين ورفع العقوبات عن الدول الأجنبية.
- مصير الذهب: سيحافظ هذا على استقرار الأسواق، وستكون التغييرات أقل تأثيرًا، وسيقل عدم اليقين، لذلك قد يقلل الطلب على الذهب.
- 3) نتيجة انتخابات متنازع عليها:
- هناك أيضًا موقف آخر لن يكون ممتعًا للولايات المتحدة: وهي أن تكون نتيجة الانتخابات متنازعًا عليها. إذا لم يكن هناك فائز واضح أو إذا رفض ترامب قبول فوز بايدن، فستحدث فوضى في كل مكان. فترامب يشكك بشدة في دقة التصويت عبر البريد، وستكون عملية فرز الأصوات ومراجعتها طويلة. وصرح ترامب مرتين إنه يعتقد أن الانتخابات ستنتهي في المحكمة العليا. وسيؤدي هذا السيناريو إلى إبطاء عملية تثبيت الرئيس الجديد على الأقل حتى 2021.
- مصير الذهب: على الأرجح سيقفز سعر الذهب إلى السماء.
وفي الختام، قد تكون نظرة بايدن المناهضة للتعدين ضارة بأسعار الذهب، لكن سياساته قد تخفض قيمة الدولار مما سيعزز الذهب. أو قد يدفع فوز بايدن المستثمرين بعيدًا عن تقلبات السوق وإلى أصول الملاذ الآمن مثل الذهب. أما إذا أعيد انتخاب ترامب، سيظل الرئيس الجمهوري في تحدي أمام اقتصاد على حافة الخطر. وهذا ما يجعل التنبؤ صعبًا للغاية.
وقد لا يتسبب كل هذا الارتباك والرسائل المتضاربة في ارتفاع الذهب أو انخفاضه، بل يستمر في التحرك عند مستواه الحالي. وإن كان لنا عبرة في 2020، فإن التغييرات الفجائية قاب قوسين أو أدنى.