تقرير مُصوّر - الصين: الصندوق الأسود في وباء فيروس كورونا... ما وضعه؟!
التنين الصيني كان أول مصاب بفيروس كورونا وهو أول المتعافين أيضًا! فماذا يحدث داخل الصين؟ وما وضعها الاقتصادي حاليًا؟ وهل ستتمكن من إنقاذ الاقتصاد العالمي؟
وهل تمكّنت من احتواء الفيروس فعلًا كما تتدعي؟ أم هناك خبايا داخلية لا نعرف عنها شيئًا قد تظهر لاحقًا وتغير كل الموزاين؟
- كيف أثر فيروس كورونا على الاقتصاد الصيني؟
تلقي الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم ضربة موجعة من فيروس كورونا. إذ أعلن المكتب الوطني للإحصاءات في الصين بيانات شهر مارس ونتائج الربع الأول من 2020 وسط انتشار وباء فيروس كورونا، وجاءت الأرقام كالآتي:
- تقلص الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الأول بنسبة 6.8%، وهو أول انخفاض لها منذ بداية تسجيل أرقام الناتج المحلي الإجمالي الفصلية في 1992.
- انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 8.4٪ في الربع الأول، وسجل انخفاضًا بنسبة 1.1٪ في مارس.
- تراجع استثمار الأصول الثابتة بنسبة 16.1٪ في الربع الأول.
- تراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 19٪ في الربع الأول.
- هبطت مبيعات السلع الاستهلاكية بنسبة 15.8٪ في مارس.
- بينما ارتفعت مبيعات السلع المادية عبر الإنترنت بنسبة 5.9٪ في مارس.
بعد هذه الأرقام السلبية والضربة القوية للصين، سيكون الرهان على بيانات الربع الثاني من العام. إذ يتوقع الكثير من المحللين أن الاقتصاد الصيني سيبدأ في التحسن في الأشهر الثلاثة القادمين، خاصًة وأن بيانات شهر مارس كانت أفضل من بيانات شهري يناير وفبراير. فهذا يعطي انطباعًا أنه إذا استمر الحال على هذا المنوال، ستكون النتائج والأرقام أفضل في إبريل، وبالتتابع في الربع الثاني من 2020.
ولكن احذروا... فقد تكون بيانات شهر مارس خادعة وليست دليلًا على التعافي والتحسن!!
لماذا؟ لأن انتعاش شهر مارس جاء بالتزامن فقط مع إعادة فتح بعض المصانع وتلبية جزء من الطلبات المؤجلة من شهري يناير وفبراير عندما كانت الحياة متوقفة في الصين.
فلم يعد نشاط الأعمال إلى طبيعته بعد، لا سيما في قطاعات الخدمات، وأدى انتشار الفيروس عالميًا إلى انخفاض الطلب على الصادرات الصينية.
وفي حالة حدوث انخفاض ثانٍ على التوالي في الإنتاج الاقتصادي في الربع الثاني من العام (من أبريل إلى يونيو)، فهذا يعني أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم دخل في حالة ركود رسميًا.
فلننتظر ماذا سيحدث في الشهر القادم مع بداية فتح بعض الدول لاقتصاداتها ورفع إجراءات الحجر والإغلاق تدريجيًا!
- هل ستكون الصين المُنقذ المنتظر للاقتصاد العالمي؟
لم يظهر تأثير هذا الوباء الخبيث على أكبر أسواق الصادرات الصينية، أمريكا الشمالية وأوروبا، حتى نهاية شهر مارس. وخلال الأسابيع الأخيرة، تجاوزت الحالات المؤكدة في الولايات المتحدة وأكبر خمس اقتصادات في أوروبا الإجمالي الرسمي للصين البالغ حوالي 83 ألف حالة فقط، مما أجبرهم على تطبيق عمليات إغلاق شاملة على البلاد لا تزال سارية حتى الآن.
ومن المحتمل أن يكون التأثير على قطاع التصدير الصيني مدمراً، ويتجاوز تأثير الأزمة المالية العالمية في 2008. فحتى إذا عاد الاقتصاد الصيني إلى طبيعته وبدأت المصانع في الإنتاج مرة أخرى، لن تستطيع بكين تصدير منتجاتها للخارج؛ حتى تعود أوروبا وامريكا أيضًا للحياة. ولكن بمجرد إعادة فتح الأبواب وعودة الطيران، قد تكون هي الصين من أكبر المستفيدين من فيروس كورونا إذا استعدت لإنقاذ الجميع.
فهل سيستطيع التنين الصيني نفّض الغبار من على جناحيه والتحليق مرة أخرى في السماء أم سيتمكن منه فيروس صغير لا يُرى بالعين المجردة؟! لنتابع معًا، ولا تنس أن تخبرنا رأيك!!