تقرير مُصوّر - عودة جانيت يلين: ماذا تعني للاقتصاد والدولار والذهب؟!

اقرأ المقالة على موقع FBS الالكتروني

فرحت الأسواق والأسهم الأمريكية بعد معرفتها بعودة وجه مألوف ومحبوب إلى وول ستريت وهي الرئيسة السابقة للاحتياطي الفيدرالي: جانيت يلين. 

إذ يستعد الرئيس المنتخب "جو بايدن" لترشيح "جانيت يلين" لمنصب وزيرة الخزانة. وإذا تأكد ترشيحها  (كما هو متوقع)، فستكون يلين تاريخيًا هي أول امرأة في أمريكا تتولى هذا المنصب - وأول امرأة على الإطلاق تشغل ثلاثة من أقوى المناصب الاقتصادية وصنع سياسة الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة. وهم: منصب وزيرة الخزانة، ورئيسة الاحتياطي الفيدرالي، ورئيسة مجلس البيت الأبيض للمستشارين الاقتصاديين في عهد الرئيس بيل كلينتون.

photo_2020-12-03_10-51-50.jpg

ويأتي ترشيح يلين في الوقت المناسب لمواجهة أزمة أخرى، بعد جهودها الجبارة للتعافي من الركود العظيم أثناء رئاسة الفيدرالي في 2014، وخلال الأزمة المالية في 2008، وفي أواخر التسعينات خلال الأزمة المالية الآسيوية. وسترث يلين اقتصادًا هشًا وستواجه تحديات غير مسبوقة تتمثل في بطالة هائلة ومستوى قياسي من الديون، مع التحفيزات وإنفاق الحكومة الاستثنائي لتخفيف تبعات الوباء. فهل ستستطيع إنقاذ الاقتصاد الأمريكي هذه المرة من قبضة فيروس كورونا والركود الذي يضغط على الشركات والأفراد مثلما فعلت سابقًا؟!

1 (42).png

  • » ما هي أجندة جانيت يلين الاقتصادية؟ 

2 (44).png

1) ستكون يلين مكلفة كوزيرة الخزانة بقيادة الاقتصاد الأمريكي للخروج من ركود الوباء، بجانب تضييق الفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء، وإعادة عجلة الإنتاج للدوران مرة أخرى.

2) ستكون يلين هي المحرك الرئيسي للسياسة الضريبية لبايدن، الذي جعل رفع الضرائب على الأثرياء الأمريكيين والشركات جزءًا أساسيًا من حملته. كما ستستطيع يلين تعديل لوائح التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب عام 2017.

3) نظرًا لتاريخها كرئيسة الاحتياطي الفيدرالي، فمن المرجح أن يشهد الاقتصاد الأمريكي تنسيقًا وثيقًا وتعاونًا مثمرًا للسياسة المالية والنقدية بين الخزانة والفيدرالي.

4) تعتبر يلين من "الحمائم"، أي أنها تفضل السياسة النقدية التيسيرية، وإبقاء معدلات الفائدة منخفضة لتحفيز التوظيف ونمو الوظائف والأجور بشكل أسرع دون القلق بشأن ارتفاع التضخم.

5) ترغب يلين في زيادة التحفيزات وإعطاء حكومات الولايات والحكومات المحلية أموالًا أكثر، والتي قالت إنها بحاجة "دعم كبير" لتجنب المزيد من تخفيضات الوظائف وتسريح العمال.

6) التجارة الخارجية: بصفتها وزيرة الخزانة وكبيرة الدبلوماسيين الاقتصاديين في إدارة بايدن، على السيدة يلين  إعادة التواصل مع الحلفاء الأمريكيين الذين تم تهميشهم بسبب سياسات ترامب الاقتصادية العدوانية، بما في ذلك استخدامه للتعريفات الجمركية. وستكون هي الشخص الرئيسي في المفاوضات مع الصين. كما ستضع بصمتها الخاصة في السياسة التجارية، واستخدام العقوبات الأمريكية على دول مثل إيران وكوريا الشمالية. وسيتعين عليها اتخاذ بعض القرارات الحاسمة، بما في ذلك استمرار عقوبات ترامب على الشركات والمسؤولين الصينيين، أو قيوده على وجود الشركات الصينية في أسواق الأسهم الأمريكية. وتدعم يلين التجارة المفتوحة ونظام التجارة الدولي، ولكنها لم تتردد في انتقاد ممارسات الصين التجارية.

  • » ماذا يعني ترشيح جانيت يلين للأسواق؟

3 (41).png

1) يتمتع وزير الخزانة بسلطة هائلة في السياسة المتعلقة باللوائح والضرائب والاقتصاد ككل. ويمكن لأفعالهم أن تطمئن الأسواق المالية أو تخيفها.

2)  قد يحد مجلس الشيوخ الجمهوري من الحوافز المالية التي يريد بايدن ضخها في الاقتصاد، لذا فإن وجود شخص مثل يلين يدير الخزانة يفهم دور السياسة النقدية لتعزيز الأعمال والمستهلكين سيكون أمرًا بالغ الأهمية للأسواق.

3) بدافع صداقتها مع الرئيس الحالي للفيدرالي "جيروم باول" ومشاركتهما نفس الفلسفة، تتوقع الأسواق أن يلين ستتعاون جيدًا مع الفيدرالي خلال رئاستها للخزانة الأمريكية. وهذه البيئة ستكون إيجابية للأسواق وستدعمها.

4) جانيت يلين محل ثقة ومحبوبة من قبل الديمقراطيين ويحترمها الجمهوريون. ويرحب بها وول ستريت لأنها تهتم بالاقتصاد وليس السياسة.

  • » ماذا تعني عودة يلين للدولار؟

4 (43).png

- تؤيد جانيت يلين تركيز بايدن على احتواء الفيروس أولاً لإعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح، بدلًا من الاهتمام بضعف الدولار أو قوته كما يفعل ترامب. ولن تضغط وزارة الخزانة بقيادة يلين، على الفيدرالي للتدخل لدفع الدولار بطريقة أو بأخرى، ولكنها ستنسق التدخل لتهدئة الأسواق حسب الحاجة في حالة حدوث أمر غير عادي أو تقلبات شديدة. ولطالما كانت وزارة الخزانة هي المسؤولة عن الدولار حتى جاء ترامب بتدخلاته المتكررة لدرجة تجاوز سلطات الوزير نفسه. ولكن مع تعيين يلين، ازدادت ثقة الأسواق من أن سياسة الدولار القوي ستعود مرة أخرى. 

ومع ذلك، لا يتوقع أن تصدر يلين تصريحات قوية بشأن سياسة الدولار، إذ سينصب تركيزها على إنعاش الاقتصاد. كما لا تزال رؤية الدولار في 2021 وتحت إدارة جو بايدن هي المزيد من الهبوط.

  • » ما هو تأثير يلين على الذهب؟

5 (41).png

- تتشابه آراء يلين مع وجهات نظر باول عندما يتعلق الأمر بالتحفيز. وشدد باول على أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدعم النقدي والمالي لأن مسار التعافي لا يزال طويلًا وغير مكتملًا. أما مؤخرًا، أكدت يلين على موقفها من أن الولايات المتحدة بحاجة إلى "دعم مالي استثنائي".

وعلى المدى الطويل، تُعد هذه الآراء المؤيدة للتحفيز أمرًا إيجابيًا بالنسبة للذهب، بالإضافة إلى أن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لن تتغير قريبًا. وبعد سلسلة الخسائر الحالية، يجب أن يبدأ الذهب في الصعود مرة أخرى، حتى لو استغرق ذلك بعض الوقت.

Nour Eldeen Al-Hammoury

شارك مع أصدقائك:

المماثل

أحدث الأخبار

التسجيل الفوري

تحتفظ FBS بسجل لبياناتك لتشغيل هذا الموقع الإلكتروني. بالضغط على زر "أوافق", فأنت توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا.