تقرير مُصوّر - من الأفضل؛ الدولار القوي أم الضعيف؟!
لطالما كان الدولار الأمريكي مثير للجدل سواء كان قويًا أو ضعيفًا. وتؤثر الورقة الخضراء في الأسواق في جميع حالاتها، فهي بوصلة المستثمرين في كثير من الأوقات. فماذا يعني الدولار القوي؟ وما هو الدولار الضعيف؟ وما مميزات كل منهما؟ وكيف يؤثران على الأسهم والأسواق؟ لنكتشف معًا...
- مصطلح قوة الدولار أو ضعفه: هو مصطلح يستخدم في سوق الفوركس لوصف قيمة الدولار مقابل العملات الأخرى والتغييرات التي يشهدها في فترة زمنية معينة.
- قوة الدولار: هي ارتفاع قيمته؛ مما يمّكنه من شراء المزيد من العملة الأخرى أكثر من قبل.
- أما ضعف الدولار: فهو العكس تمامًا؛ أي انخفاض قيمة الدولار مقارنة بالعملة الأخرى - مما يؤدي إلى تبادل عدد أقل من الدولارات مقابل العملة الأخرى الأقوى.
- » مميزات الدولار القوي:
1) يصبح سفر الأمريكيين للخارج أرخص، لأن القوة الشرائية للدولار ستزداد.
2) تصبح الواردات أرخص في الولايات المتحدة، بينما ستُعاني الصادرات والسلع المحلية الأمريكية من قوة الورقة الخضراء لأنها أسعارها سترتفع في الخارج.
- مثال: تكلفة شراء سيارة أوروبية فاخرة (Ferrari أو Mercedes) بـ 70 ألف يورو بسعر صرف 1.35 دولار لكل يورو، يُكلف 94.500 دولار. ولكن سينخفض سعر نفس السيارة إلى 78.400 دولار، إذا انخفض سعر الصرف إلى 1.12 دولار لكل يورو.
3) ستستفيد الشركات متعددة الجنسيات المتواجدة في الولايات المتحدة من قوة العملة الأمريكية، لأن الأرباح ستُحسب بالدولار حينها.
4) تعزيز مكانة الدولار كأقوى عملة احتياطية في العالم.
- » مميزات الدولار الضعيف:
1) يعزز قدرة الصادرات الأمريكية على التنافس، لأن أسعارها ستنخفض في الخارج.
2) يدعم الطلب على الأسهم الأمريكية وسط المستثمرين الأجانب مما يرفع قيمتها.
3) تصبح الأسهم الأجنبية وغير الأمريكية، في الأسواق الناشئة والمتقدمة، أكثر جاذبية للمستثمرين الأمريكيين والمعتمدين على الدولار.
4) ستكون الشركات الأمريكية التي تعتمد على المبيعات في الخارج هي الرابح الأكبر من هبوط الدولار، مثل شركات قطاع التكنولوجيا.
- » كيف يؤثر الدولار على الأسهم الأمريكية والعالمية؟
لا توجد علاقة مباشرة بين صعود الدولار وهبوطه وتحركات سوق الأسهم، ولكن أحيانًا، نرى علاقة عكسية بينهما.
فمن شأن ضعف الدولار أن يُفيد أسهم الشركات الأجنبية التي يمتلكها المستثمرون الأمريكيون، لأن انخفاض الدولار يعني أن قيمة الأسهم الأجنبية ستزداد بمجرد تحويلها إلى العملة الأخرى الأقوى.
كما أن تراجع الدولار يُعزز الطلب على الأسهم الأمريكية بين المستثمرين الأجانب، لأنهم سيشترون الأسهم الأمريكية بدلاً من أسهم شركات بلادهم. ويدعم ضعف الدولار أيضًا شهية المستثمرين للاتجاه نحو الأسهم عالية المخاطرة ولكنها ذات عوائد مرتفعة. لذلك، سترتفع حينها أسعار هذه الأسهم بالتزامن مع هبوط الدولار.
أما الدولار القوي يرفع القيمة السوقية لأسهم شركات الأمريكية ذات رؤوس الأموال الكبيرة، مما يدفع المستثمرين لشراء المزيد من الدولار للاستثمار فيها.
- وما يلي شارتان يوضحان علاقة الدولار الأمريكي بالأسهم الأمريكية والأجنبية:
وفي النهاية، لا نعلم ماذا سيحدث هذا العام مع عملة العم السام، فمع بداية فيروس كورونا، كان الدولار من أقوى أصول الملاذ الآمن التي صمدت قليًلا أمام الوباء. والآن، شهدنا بعض التراجع في الدولار، ولكنه ما زال من المبكر أن نؤكد أن هذه هي بداية هبوط الملك الأخضر المسيطر على أسواق المال والاقتصاد، وانتهاء الاتجاه الصاعد المستمر منذ سنوات. فالأوضاع تتغير بين ليلة وضحاها، ونحن حاليًا في مرحلة استثنائية من التاريخ.