حرب أسعار النفط: السعودية وأوبك أكبر الخاسرين -تقرير مُصوّر -

اقرأ المقالة على موقع FBS الالكتروني

نعلم جميعًا أن للحرب ثمن، ودائمًا ما تنقسم إلى قسمين: رابحين وخاسرين. وقد لا تنجو منظمة أوبك من محنتها الحالية لتعيش وتحتفل بعيد ميلادها الـ 60 هذا العام!! والسبب: قرار السعودية بإلغاء القيود على الإنتاج وإغراق الأسواق بالنفط الرخيص؛ انتقامًا من روسيا على رفضها تمديد تخفيضات الإمدادات مع منظمة أوبك.

1 (2).png

ويبدو أن روسيا أكثر استعدادًا للتعامل مع أسعار النفط المنخفضة. فلماذا ستكون السعودية ومنطقة الخليج وإيران والعراق أكبر الخاسرين في هذه الحرب الضارية؟! وما وضع روسيا؟

» دعونا نحدد أولًا الأساس الذي سنُقيم عليه آثار هذه الحرب وهو: سعر برميل النفط الواحد الذي تحتاجه كل بلد لتوفير احتياجات الإنفاق مع عدم الإخلال بميزانية الدولة.

وعلى سبيل المثال، تحتاج إيران أن يكون سعر البرميل 195 دولارًا لموازنة معدلات إنفاقها. أما الإمارات تتطلب أن يكون سعر النفط 109 دولارًا، والسعودية تحتاجه أن يتوقف عند 83 دولارًا.

2 (2).png

  •  أولًا، منطقة الخليج العربي:

3 (2).png

إيرادات النفط الخام هي حجر الأساس الذي تعتمد عليه منطقة الخليج لتغطية جميع النفقات، بما في ذلك القطاع الخاص الذي يستند على الإنفاق الحكومي.

لأن دول الخليج الستة، بما فيهم السعودية، سيواجهون عجزاً مالياً يبلغ حوالي 140 مليار دولار هذا العام إذا أصبح متوسط أسعار النفط الخام حوالي 30 دولاراً للبرميل. مما قد يجبر هذه الدول على تقليص معدلات الإنفاق بشدة  لتعويض هذا العجز، فتخيلوا ماذا سيحدث إذا انخفضت الأسعار أكثر من ذلك في ظل تفشي فيروس كورونا وتأثر الطلب العالمي؟!

ثانيًا: العراق وإيران:

4 (4).png

يتميز العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، بأن تكاليف الإنتاج لديه منخفضة نسبيًا ولكنه أيضًا واحدًا من أقل الاقتصادات في المنظمة من حيث تنوع مصادر الدخل. وهذا يترك الحكومة العراقية معتمدة بشكل كبير على عائدات النفط للإنفاق. وبعد سنوات من الاضطرابات، ضاعف العراق الإنتاج في 2010، وأصبح لديه فوائض في الميزانية في السنوات الأخيرة ولكنه فشل في استثمارها. ومع ذلك، حذر المتحدث باسم وزارة النفط "عصام جهاد" من العواقب الاقتصادية السلبية لحرب الأسعار هذه.

ومن الطريف أن إيران قد لا تتضرر كثيرًا من هذه الحرب، والسبب: القيود الصارمة على الإنتاج بفعل العقوبات الأمريكية. ولا تنشر إيران أرقام الصادرات ولكن يُقدر المحللون أن شحنات النفط في العام الماضي لم تبلغ سوى بضع مئات الآلاف من الدولارات، معظمها إلى الصين.

  • ثالثًأ، أمريكا اللاتينية:

6 (4).png

في أمريكا اللاتينية، ستكون فنزويلا هي أكبر المتضررين من حرب الأسعار. إذ انخفض إنتاج النفط هناك إلى أدنى مستوى له منذ 1940 بسبب سنوات من سوء الإدارة. ويستقر الإنتاج في فنزويلا حاليًا عند حوالي 760 ألف برميل في اليوم، ولكنها تبيعه بأسعار مخفضة للغاية لإغراء المشترين القلقين من الوقوع في صدام مع الولايات المتحدة بسبب العقوبات التي تفرضها على حكومة فنزويلا. وسيؤدي أي انخفاض آخر في أسعار النفط إلى الضغط على حكومة "نيكولاس مادورو"، الذي تريد أمريكا إزاحته، وقد يصل الأمر إلى تجريدها تقريبًا من جميع إيراداتها المتبقية.

  • ما موقف روسيا من هذه الحرب؟

7 (2).png

كل ما تحتاجه روسيا هو أن يكون سعر برميل النفط 40 دولارًا لتعادل ميزانيتها هذا العام، بينما تتطلب السعودية 84 دولارًا. كما تستطيع روسيا إنتاج أكثر من 11 مليون برميل نفط يوميًا دون زيادة في المجهود. ولكن السعودية يتراوح إنتاجها فقط ما بين 8-9 مليون برميل في اليوم. ويمكن لروسيا أن تتكيف مع أسعار النفط المنخفضة التي تصل إلى 25 دولارًا للبرميل لمدة تصل إلى 10 سنوات، بينما يمكن للسعودية تيسير أمورها لمدة عامين على الأكثر. فمن سيكون لديه ميزة تنافسية أكبر؟! روسيا بالطبع.

وفي النهاية، لا نعلم متى ستنتهي هذه الحرب؟ وهل يتسع المجال لها وسط تفشي وباء الكورونا وتراجع الطلب العالمي؟! ما نعلمه هو أن على السعودية إعادة التفكير في موقفها مرة أخرى قبل أن تخسر كل شيء.

Nour Eldeen Al-Hammoury

شارك مع أصدقائك:

المماثل

أحدث الأخبار

التسجيل الفوري

تحتفظ FBS بسجل لبياناتك لتشغيل هذا الموقع الإلكتروني. بالضغط على زر "أوافق", فأنت توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا.