هل تتحول الحرب التجارية الصينية-الأمريكية إلى حرب عملات؟!!

اقرأ المقالة على موقع FBS الالكتروني

تحليل1 (24).jpg

(تقرير) - (بلومبرج) - تقع الصين تحت ضغط جديد بعد ما سجلت عملتها انخفاض قياسي جديد في سعر الصرف خلال 8 أسابيع مما جعلها محورًا في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وهوى اليوان الصيني بأكثر من 6% مقابل الدولار منذ منتصف شهر يونيو، مع تصعيد الجانبين للتهديدات ورفع الرسوم الجمركية. ويعد هذا هو الانهيار الأكبر منذ عام 2015، عندما أدى هبوط مفاجئ في أسعار الأسهم إلى انهيار الأسواق. وصرح المسؤولون الصينيون بأنهم يفضلون وجود عملة مستقرة، كما يعتقد اقتصاديون أن بعض الضعف في العملة له ما يبرره. ولكن بما أن ضعف سعر الصرف يجعل السلع الصينية أرخص، فهناك على الأقل بعض المخاطر من تحول الحرب التجارية إلى حرب عملات.

1- هل تضغط الصين لخفض قيمة اليوان؟

- على الأقل، لم تتدخل الصين لإيقاف انخفاض الين وتركته يهبط. وبالطبع، لا تعوم العملات بحرية كما يحلو لها، تارة ترفع وتارة تنخفض، لكن تُدار بدلاً من ذلك عن طريق نظام مبهم ومعقد إلى حد ما يقوم فيه البنك المركزي بإصلاح المعدلات المرجعية اليومية. وبدءًا من منتصف يونيو، انزلق اليوان انزلاقًا قياسيًا وصل به إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عام مقابل الدولار. وبالرغم من أن القادة الصينيين دائماً ما أكدوا على رغبتهم في أن تكون أسعار الصرف أكثر مرونة، إلا أن توقيت خفض قيمة اليوان أثار بعض التساؤلات بشأن تحول الحرب التجارية إلى حرب عملات.

في 19 يوليو، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن العملة الصينية "تغرق مثل الصخرة"، مما يضع الولايات المتحدة "في موقف ضعيف". ورفع بنك الشعب الصيني في 3 أغسطس التكلفة على التجار المحليين للمراهنة على اليوان. وهي خطوة مفاجئة قال محللون إنها أظهرت أن تخفيض القيمة استمر أكثر من اللازم بالنسبة للبنك المركزي. ومع ذلك، انخفض اليوان بعد الارتفاع المبكر خلال يوم التداول التالي.

2- ما الذي دفع اليوان للهبوط؟

- على عكس ما حدث في 2015، عندما تسبب بنك الشعب الصيني في انخفاض حاد ومفاجئ في قيمة العملة التي أثارت مخاوف الأسواق العالمية، ينظر العديد من المستثمرين والاقتصاديين للانخفاض الأخير لليوان باعتباره انعكاسًا لقوى السوق. ومن بينهم التباين ما بين رفع أسعار الفائدة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي واقتصاد الصين المتباطئ وجهود صناع السياسة في بكين إلى زيادة النمو.

وتقدر "بلومبرج إيكونوميكس" أن قيمة اليوان مبالغ فيها بأكثر من 5 في المائة حتى 6 أغسطس استناداً إلى الأساسيات الاقتصادية. ولا شيء من ذلك يشير إلى أن قادة الصين لا يتابعون الأحداث عن كثب.

3 - ما تبعات اليوان الضعيف على الأسواق المالية العالمية؟

- حتى الآن، كان تأثيره ملجوماً بشكل ملحوظ عام 2015 وخلال جولة ضعف أخرى في أوائل عام 2016. أما في 20 يوليو، بعد أن خفضت الصين سعر الفائدة المرجعي اليومي لليوان لأدنى مستوياتها منذ أكثر من عامين، تأثر كل من العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 والأسهم الآسيوية والنفط وانخفضت كلها لفترة قبل أن تنتعش مرة أخرى.

الحرب التجارية 2.png

4- ماذا يعني ضعف اليوان للحرب التجارية؟

- إن ضعف قيمة اليوان سيخفف من الضربة التي ستتلقها الصين من التعريفات الجمركية الأمريكية، ولكن لكل شيء ثمن. بالفعل أثار خفض قيمة اليوان غضب ترامب، الذي اتهم الصين في كثير من الأحيان بالتلاعب في عملتها أثناء حملاته الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة. وتلاشت تلك الشكاوى عندما حولت الصين تركيزها إلى تقوية العملة استجابة لتوقعات الإيجابية للاقتصاد الصيني. والآن ومع اشتعال الحرب التجارية، أظلمت توقعات الاقتصاد الصيني. ومن ثم عادت مخاطر العملات إلى المعارك السياسية.

5- لأي مدى سيصل خفض قيمة اليوان؟

- لدى الصين أسباب لتجنب الانخفاضات المستمرة في عملتها. بعد تجربتي 2015 و 2016، أتلفت حوالي 1 تريليون دولار من الاحتياطيات لوقف هجرة رأس المال. ويُقدر مورجان ستانلي أن الصين شهدت 10.7 مليار دولار من التدفقات خارج البلاد في يونيو. وأكد محافظ البنك المركزي الصيني يي قانغ وغيره من كبار المسؤولين على أن الصين تفضل عملة مستقرة.

كما اتخذت السلطات الصينية خطوات لضمان عدم حدوث انخفاض يصعب السيطرة عليه، على سبيل المثال، فرض قوانين صارمة على نقل الأموال داخل البلاد وخارجها. ومن الأهداف الأساسية للعملة المحلية أن تساوي 7 وحدات لكل دولار، وهو المستوى الذي لم يضعف منذ أكثر من 10 سنوات. وفي 3 أغسطس، هبط اليوان الواحد إلى 6.8965 مقابل الدولار، إذ شهد اليوان أطول سلسلة خسائر أسبوعية له منذ بدء نظام سعر الصرف الحديث في الصين في عام 1994.

شارك مع أصدقائك:

المماثل

أحدث الأخبار

التسجيل الفوري

تحتفظ FBS بسجل لبياناتك لتشغيل هذا الموقع الإلكتروني. بالضغط على زر "أوافق", فأنت توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا.