في عالم ما بعد البريكست: كيف سيكون شكل السياسة الخارجية لبريطانيا
بالطبع، يرغب الجميع في أن تجمعه علاقات قوية مع المملكة المتحدة بعد انفصالها، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.
تمسك الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء ببريطانيا، خاصة بعد الدعم الذي تلقته حكومة "تيريزا ماي" بعد حادثة تسمم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته وطلب جيريمي هنت للحصول على الدعم الفرنسي الألماني في الخليج، فكل هذا يوحي بأن الاتحاد الأوروبي سيظل مهمًا للسياسة الخارجية البريطانية حتى لو حدث البريكست.
كما يريد مستشار الأمن القومي الأميركي "جون بولتون" ربط بريطانيا بالمدار السياسي للولايات المتحدة.
» ولكن ما نوع التعاون الذي يمكن تحقيقه والوصول إليه؟
هناك خياران رئيسيان:
- أولاً، أن تعود بريطانيا للعلاقات الثنائية مع البلدان الفردية:
لا سيما الدول الخمس الكبرى وهم، فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا. وهذا خيار ممكن ولكنه لن يفتح المجال للتوصل إلى مشاورات جماعية موحدة وسيتطلب رفع قدرة السفارات في العواصم التي يتعاملون معها باستمرار.
- ثانياً، أن تحاول التفاوض بشأن حضور اجتماعات الاتحاد الأوروبي مع باقي الدول بصفة "دولة ثالثة" أو طرف ثالث:
وتُعقد هذا الاجتماعات على جميع المستويات، من مجموعات العمل المتخصصة إلى اجتماعات وزراء الخارجية. وأهمها؛ اجمتاع اللجنة السياسية والأمنية (PSC). والنتيجة ستكون مثالية، إذ ستملك بريطانيا عضوية منتسبة في هذه اللجنة، مما يتيح الوصول إلى جدول أعمالها ووثائقها ومناقشاتها، ومن الممكن أن تحظى بحق التصويت أيضاً.
في الوقت الحاضر، يبدو هذا سيناريو بعيد المنال. وفي أفضل الأحوال، سيجد المسؤولون البريطانيون أنفسهم ينتظرون في الممرات خارج اجتماعات الاتحاد الأوروبي، على أمل الحصول على بعض الإحاطات والبيانات الإعلامية المميزة ودعوات حضور الاجتماعات من الوقت لأخر لتقديم رؤيتهم.
preview pic/By Pixelbliss/SHUTTER STOUK